الاثنين، 20 نوفمبر 2017

الأساطير والديانات (2) كتبه/ طارق عبد الحميد





الأساطير والديانات
 2
كتبه/ طارق عبد الحميد
لست أعرف إن كانت الخرافه فى القصه، أم فى خيال القصاص، أم العيب كل العيب فى المتلقى لهذه الخزعبلات وتصديقها..
نعم، تلقى العرب، وقوم محمد الكثير من الخرافات والأساطير الخزعبليه، وللأسف صدقها وعاش بها حتى تحولت الى جزء أصيل من دينه... مع أن الله تعالى يقول فى كتابه العزيز..
 أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ   العنكبوت  (  (51  ... كذلك يقول جل شأنه
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)   وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ  (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} - الجاثية (8)
ولكن قوم محمد رفضوا أن يكون كتاب الله وحده هو دستورهم ومعجزة نبى البشريه.. لكن القصص والخرافات أخذت فى الانتشار وتغلغلت حتى أصبحت فى أحيان كثيره جزءاً من الدين للأسف. وسنورد بعضا من تلك الخرافات ومصادرها إن أمكننا ذلك حتى يعلم الناس بأن الله حق والكتاب وحده هو الحق .. وفيه يقول المولى جل شأنه  (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)    الأعراف (146).
سنبدأ بقصتنا الأولى وهى الأشهر بين المسلمين الذين أرادوا مكانة مختلفه لنبى الإسلام سيدنا محمد  ليكون فوق العالمين، مع أن الله قال فى محكم آياته على لسان نبيه الكريم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ......   الكهف (110)  -  وقال أيضاً ( ..... لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ   البقرة (285)
هذا قول الله، اتؤمنون به ولنقرأ قول المحدثين فى شأن الاسراء والمعراج.

أولا، نحن لا نشكك فى الإسراء أبدا لأنه قول الله لا قول أحد غيره، ولكننا نشك فى الكيفيه التى تم بها هذا الإسراء.  فالله تعالى قال (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)    الإسراء  وهنا تأكيد على أن الاسراء قد تم بالفعل، ولكن الكيفيه هل هى بالبراق كما إدعوا وأحاطوا ألأمه بخرافتهم عنه ... هل هو حصان مجنح كما فى الأساصير الإغريقيه القديمه (بيجاسوس) ذلك الحصان ذى الأجنحه.. أم نصدق كلام إبن جرير (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) قال كانت عشرين فرساً ذات أجنحة.. انتبه ذات أجنحه.. والآيه تقول  ("وَوَهَبْنَا لِدَأوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أّوَّابٌ {30} إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ {31} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ {32} رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأًعْنَاقِ  (33 )    سورة ص (30-33)  وهناك ملاحظه يجب التنبيه لها، وهى أن كلمة الخيل ذكرت صراحة فى القرآن:
·       وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ   النحل  (8)
·       زيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ    آل عمران (14)
 وهذا يعنى أن الجياد ليست الخيل التى ذكرها الله فى كتابه العزيز.ولكن الطبرى إعتبرها خيل حيث قال فى تفسير الآيه وعن   الصافنات  جمع الصافن من الخيل، والأنثى: صافنة، و يقال منه: صَفَنَتِ الخيلُ تَصْفِن صُفُونًا. ومن جنس الصافنات الجياد البراق الذي أتى به جبريل للرسول محمد .
ومن هنا يظهر مدى خطأ التفاسير التى تستند الى الأساطير بدلا من دراسة آلية القرآن نفسه.وفهم منهجه ومفرداته.
ومع هذا فقد إختلف العلماء فى تحديد وتعيين موعد الاسراء والمعراج حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "زاد المعاد" 1/57 :(لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به )  
وقال الإمام تقي الدين السبكي في "السيف المسلول" ص 492 :(ولا احتفال بما تضمنته التذكرة الحمدونية أنه في رجب ، وبإحياء المصريين ليلة السابع والعشرين منه لذلك ، فإنّ ذلك بدعة مُنضمة إلى جهلٍ)  
وقال الشيخ محمد الشقيري في "السنن والمبتدعات" ص 143 :(الإسراء لم يقم دليل على ليلته ، ولا على شهره)
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين في "مجموع فتاويه ورسائله" 2/297 (فأما ليلةم السابع والعشرين من رجب ، فإن الناس يدّعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها إلى الله عز وجل ، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية ، وكل شيء لم يثبت ، فهو باطل ، والمبني على الباطل باطل)
           ولقد جنح البخاري إلى أن ليلة الإسراء كانت غير ليلة المعراج.  والحاصل مما تقدَّم هو أنه لم يثبت شيء في تعيين السنة والشهر الذي أُسريَ فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلا تَسأل عن اليوم. وأحسن هذه الأقوال إسنادًا - وإن كانت كلها ضعيفة- ما رواه موسى بن عقبة عن الزهري أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة، فإن صح هذا القول فيكون الإسراء في ربيع الأول. ومن أضعف الأقوال التي انتقدها، بل وكذَّبها العلماء -كما تقدَّم- قول من قال: إن الإسراء كان في رجب.
          خلاصة القول، إننا لا نشكك فى حدوث الإسراء فالآيه صريحه وواضحه.. ولكن السؤال لماذا يا مسلم لا تُسَلِّم لله (بكن فيكون).. فالله تعالى اراد أن يسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى فكانت الكلمه (كن).. وانتهى الأمر عند هذا الحد.  ولكن المسلمين أرادوا أن يخلقوا هاله كبيره حول النبى ليصبح أعظم الأنبياء بمعجزاته التى تفوق قدرات البشر.. وكأنه ليس البشر ..
·       إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ..... الكهف.   (110)  
·       قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ   فصلت (6)  -
ولكن كعادة العرب، لا تعنى لهم آيات ربهم شيئاً، بل أصروا على رواياتهم، وأساطيرهم، ودينهم الموازى.
والى لقاء آخر إن شاء الله.
.