الجمعة، 8 أغسطس 2014

العشر وصايا .. ج 1 من 2 طارق عبد الحميد




 العشر وصايا ..
ج 1 من 2

طارق عبد الحميد

التراكم المعرفى الآن بلا شك أكثر كثيرا مما سبق .. فأنا العبد الفقير لله لعلى قرأت أكثر مما قرأه إبن تيميه بكثير، سواء كانت قراءات علميه أو أدبيه، أو حتى فنيه، وأمتلك من المعلومات سواء العلميه والإداريه والأدبيه أكثر عشرات المرات منه وممن كانوا يعيشون فى عصره...  
وبناء عليه فيجب علينا أن نفكر فى النص القرآنى ولا نشغل بالنا بشئ غيره الآن. لأن بداية مرض الإنسان نفسيا عندما ينشغل باله بنفسه فقط... وهذا ما فعله المسلمون فى الألف سنه الماضيه، فإحتكارهم للجنه دون العقائد والديانات والفلسفات الأخرى أمر مخزى حقا.
وهنا تسللت أفكاراً كثيره منحرفه إلى الوعى الجمعى للمسلمين على مدار عشر قرون وأكثر،  أدى الى إنحرافهم عن دين الله، وهذا هو سبب تخلف المجتمع ككل، ويجب القضاء على هذا التخلف سريعاً.
 ولعل أهم مقومات هذا التخلف الجمعى أو الجماعى هو : ــ

1-                        الخرافه : السعى وراء عدم التفكير والإقتناع بالخرافات والتأكد من صحتها.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ــ
 قالوا إن الله تعالى على صورة بشر وطوله ستون ذراعاً
عن أبي هريرة عن النبي أنه قال : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ثم قال : أذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن .. لجنة الإفتاء الوهابية ج 4 ص 368 فتوى رقم 2331
أيها المسلمون فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً
عن أبي موسى الاَشعري قال قال رسول الله: يجمع الله عز وجل الاَمم في صعيد يوم القيامة ، فإذا بدا لله عز وجل أن يصدع بين خلقه ، مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون ، فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار ، ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول : من أنتم ؟ فنقول : نحن المسلمون . فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل . قال فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : نعم . فيقـول : كيف تعرفونه ولم تروه ؟! فيقولون : نعم إنه لا عدل له . فيتجلى لنا ضاحكاً فيقول : أبشروا أيها المسلمون فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً !. مسند احمد ج 4 ص 408.
وهناك الكثير والكثير الذى لا حصر له، مثلا (لا تمتليء النارحتى يضع الله رجله فيها... وقالوا إن الله تعالى على صورة بشر وطوله ستون ذراعاً، ومن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم أيضاً الدالة على نبوته وصدق رسالته نبوع الماء من بين أصابعه الشريفة).. أليس هذا لغواً لا طائل منه سوى البعد عن التدبر والتفكر فى كلام الله لنا "القرآن الكريم".

2-                        العنف المكتسى بلباس القداسه: القتل بإسم الدين والذبح وقطع الرقاب والجزيه المزعومه على غير المسلمين.
وفى هذا الصدد التاريخ يقول الكثير عن العنف الإسلامى سواء بين المسلمين بعضهم البعض، أو بين الأشخاص أو العرقيات التى دخلت فى الإسلام وبين عرقيات أخرى كقبائل اليهود التى عاشت فى المدينه قبل الهجره.. ومن أمثلة ذلك الإغتيالات وهى كثيره والسجن والقتل والتعذيب، وحدث ولا حرج ويأتى كل هذا من خرافات الأقاوييل المنسوبه لنبى الله ومنها حديث يقول  (بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ) رواه  أبي سلمة عن أبي هريرة وأورده البخاري تعليقا في باب الجهاد..
وحديث آخر يقول (عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس كافه ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى "  رواه البخاري ومسلم .
ومن تلك الأحاديث وغيرها يأخذون دينهم وعنفهم الدموى والقتل المبرر بالدين والعياذ بالله..
3-                        التشدد الفكرى: كل شئ حرام صوت المرآه المرتفع حرام.. لباس المرآه حرام، التعطر حرام، الكافيار حرام..
سماع المرأه تلذذ بصوتها فهذا لا ريب في تحريمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والأذنان زناهما الاستماع" رواه مسلم (2657) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومثال ذلك كثير ومنها ( عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية.) ولكن العلماء كما يدعون وضعوا شروحا للحديث فقالوا " قال الشافعي:  في هذا الحديث دلالتان: إحداهما: تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية، والأخرى إباحة لحوم حمر الوحش, لأنه لا صنف من الحمر إلا الأهلي والوحشي, فإذا قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحريم قصد الأهلي, ثم وصفه ، دل على أنه أخرج الوحشي من التحريم"
يا مثبت العقل والدين يا رب وهل الحمار الوحشى يختلف فى خلقه عن الحمار الأهلى.. ألا يأكل كلاهما البرسيم أم أن أحدهما يأكل اللحم أو الميتة أصلا..
المصيبه أنهم قالوا أنه أحل لهم لحم الخيل " عن جابر ـ  رضي الله عنه ـ قالنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل.
ولأنهم لا ينظرون إلى القرآن نظرة فاحصة ولم يتعلوا شيئا من قول الله تعالى " قُل لاَّ أَجِدُ فِى مَا أُوۡحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطۡعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمًا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" الأنعام 145 ألا يكفيكم هذا ..

4-                        عداء وإحتقار الغير وأفكاره: اليهودى والمسيحى والبوذى والمرآه والشيعى والعلوى والصعيدى والبحراوى .. الكل يحتقر الجميع إلا نفسه..
وفى هذا المقام كثير من الأحاديث الملفقه التى تحتكر الجنه للمسلمين فقط .. أنظروا أن إحتكار الجنه جاء فقط فى الحديث ولم يرد فى القرآن أبدا .. ولنبدأ .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ))[صحيح مسلم]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُهَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ".  
ويقول الله تعالى فى هذا الشأن " وَقَالَتِ الۡيَهُودُ لَيۡسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىَ شَىۡءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيۡسَتِ الۡيَهُودُ عَلَىٰ شَىۡءٍ وَهُمۡ يَتۡلُونَ الۡكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡ فَاللّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ" البقره
ويقول أيضاً .. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) 
ويقول كذلك .. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 91 ) 
وهكذا إتخذ الناس الحديث حجه على القرآن وليس العكس .. وأصبحت الروايات والحكايات هى أساس الدين.. للأسف
5-   الدجل الفكرى : الإيعاز بأنك الوحيد على الطريق القويم وأن الباقين يحق قتالهم وإسترقاقهم من أجل القضيه ونصرتها.
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون " إنما أمرهم الى الله .. هكذا يقول الله ويأمرنا ولكنهم تركوا كلام الله وقوله الى كتبهم التى صنعوا منها دينهم الجديد ..
لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام.. وإذا لقيتم اليهود والنصارى في الطريق,فاضطروهم إلي أضيقه.. صحيح الترمذي  ..... لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها إلا مسلما ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ"
وهكذا كره مسلموا الزمان وسلفيوا العصر والأوان ، كل من هو ومن هو على غير دينهم الذى أوجدوه وتحولوا الى قتله .. سفاحيين .. سفاكى دماء.