الأربعاء، 22 مارس 2017

الدين الموازى.. كتبه/ طارق عبد الحميد



الدين الموازى..
كتبه/ طارق عبد الحميد


الانسان دائم البحث عن البديل، البديل لكل شئ فى حياته ــ للأسف ــ.
هذا البديل قد يكون أسلوب حياه، وسيلة إنتقال، أكلات غريبه، كل ما هو بيديل يرضى جموحه، حتى وصل بنا الحال للبحث عن دين بديل أو ما أسميه الدين الموازى.
هذا الدين الموازى أو الدين البديل، هو دين من إختراع البشر، مع أن الله أوصانا بأن لا نعبد الشيطان.. أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60)  وَأَنِ اعْبُدُونِي هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ  يس  (61) ولكن الانسان خالف كل التعليمات والأوامر، واستمر على مدار السنين باحثا عن الدين البديل الذى يرضى غروره والذى أسميته هنا "الدين الموازى".
أمثال هذا الدين الموازى هو ما فعله اليهود وإختاروا التلمود بديلا عن التوراه كأساس لدينهم.. وكتبوا فيها ما كتبوا، وعاثوا بدينهم البديل هذا فسادا فى الأرض..
وأنزل الله الانجيل وعيسى بن مريم لتصحيح ذلك، ولكن الناس أبو، ورفضوا ووضعوا تأويلاتهم فى الأناجيل كما أرادوا.. فجعلوا من عبسى بن مريم الها وابن اله.
هذا مع أن الله أوصانا جميعا منذ عصر نوح وللجميع بأن نقيم الدين ولا نتفرق فيه.( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ  (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ..   الشورى (14) ).
فلم يرسل الله عدة أديان كما يدعى الناس ، بأن الدين اليهودى والديانه المسيحيه والاسلام ديانات سماويه.. هذا خطأ فادح.. فالله أرسل رسالات من السماء ولكن دين واحد، سمِّه ما تشاء ولكنه دين واحد قال تعالى عنه (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ   الحج (78).
فالتوراه والإنجيل من عند الله، وتأويلاتهم كالتلمود وغيره من البشر، الذين قرروا أختراع وامتلاك دين جديد لهم.. أما المسلمين أمثالى وأمثالكم أضافوا الى كتاب الله كتابا آخر وربما كتبا أخرى، أهمها كتب الصحاح والتى يتغنى بعض عباقرة حماة الدين وأسموها أصح الكتب بعد كتاب الله..
جميل منهم أن يعترفوا بكتاب الله ــ الحمد لله على هذا ــ، لكن أن يرسل الله كتابا آخر مع كتابه الذى هو قوله، وهو أحكم الكتب، وآخرها بلا أى مبرر سوى أننا قررنا أن يكون لنا دينا موازيا للإسلام.. دينا غير دين الله.. ألا وهو "الدين الموازى".
فالله يقول مثلا " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ.. النور (2). الصحاح تقول الشيخ ‏والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، ‏نكالا من الله، والله عزيز حكيم. 
هذا من كتاب البخارى.. 6441   حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف قال سفيان كذا حفظت ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده.  وهذا مخالف لقول الله الثابت بالقرآن.. وكن عشق الانسان لدين موازى يعيش به، هو ما جعله يوافق عل مثل هذا اللغو..
حديث (من بدل دينه فاقتلوه) ـ صحيح البخاري /2794/: (حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه). مع أن الله يقول لنا من فوق سبع سماوات..
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا..........   الكهف   (29) ولكننا نعشق الدين الموازى..
واليك المزيد ...روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ صلى الله عليه وسلم : «‏ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ ،‏ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُوداً ،‏ وَ لَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا ،‏ وَ أُرِيتُ النَّارَ ،‏ فَلَمْ أَرَ مَنْظَراً كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ ،‏ وَ رَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ »‏ .‏ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : «‏ بِكُفْرِهِنَّ »‏ ، قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : «‏ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ،‏ وَ يَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ ،‏ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ،‏ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ »‏ .‏ والله يقول جل شأنه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ..   الحجرات (13)
فالتقوى أساس الجزاء.. ولكن لا من مجيب يا مسلمى العصر والأوان.. ولأننا لا يمكن أن نخرج خارج سياق التاريخ فلقد إخترعنا أدوات لدخول الجنه مخالفة لما وعد الله به.. فمثلا
      (باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله)
      أما قول الله الذى يشكون فيه ويلونه عن حقيقه موضعه..
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ   الزخرف (72)وكذلك يقول تعالى (أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ   الأحقاف (14)  -  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ   البقرة  (82) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ   النحل (32)   إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا   مريم (60)    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ   هود (23) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ   الأعراف (42)  -

      كل هذه الآيات لم تكفهم.. بل لا يزالون يصرون على شركهم، ويتبعون أحاديث الشيطان.. وهؤلاء قال الله عنهم فى محكم آياته (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ   الأعراف (146)..

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (الكهف 105)..
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ(6) وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (الجاثيه 8)..
كل تلك الآيات لا تكفيهم ولا تردعهم فصدق الحف تباك وتعالى حين قال:
 (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ   يونس (36) )
( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ   يوسف  (106)
(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ   النحل (83))

وختاما، أقول ان الله يغفر كل الذنوب الا الشرك به .. (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا   النساء (48)) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا   النساء (116)  ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ   غافر (12).

اللهم قد بلَّغت .. أللهم فأشهد