الثلاثاء، 28 فبراير 2017

أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ كتبه/ طارق عبد الحميد




أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ
كتبه/ طارق عبد الحميد







لم يكن الشيخ محمد عبد الله نصر مخطئا فى تفسيره لقطع يد السارق.
 فمسؤلية المجتمع عن الانسان مسؤليه معروفه ومحدده بالنسبه لله خالق البشر أجمعين، والسارق فرد من هذا المجتمع..  وعلى المجتمع أن يراعى شؤون افراده بأسلوب لائق.
ولأننا مجتمعات دمويه همجيه اتبعنا اسلوب العنف المفرط مع كل جريمه نعتقد انها أصابت المجتمع.. فالعرب من أكثر شعوب الأرض همجيه ودمويه.. وهذا لا يعنى أن باقى الشعوب رقيقه، بالعكس فقد قالت الملائكه من قبل في كتاب الله العزيز (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ  البقرة (30)  ..

 ماذا يعنى الله إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.  أليس من علم الله الكاشف أنه سيضع من القوانين والتشريعات ما يحمى البشر من أنفسهم ومن غيرهم من البشر..
 وهل من هذه القوانين تعتقدون أن من بدل دينه فأقتلوه وأن الزانى يرجم وأن قطع الطريق عقوبته تثميل الأعين والترك في البريه لتموت.. وأن تقتل الأسرى وتسبى النساء، وتتخذ من الأطفال عبيد لك..
هل هذا هو علم الله الذى لا نعلمه ولم يعلمه الملائكه.. هل هذا ظنكم بالله.. هل هكذا تظنون بالله الظنون.. أليس هو من قال على نفسه بسم الله الرحمن الرحيم وقال الحمد لله رب العالمين.. نعم هو رب العالمين رب الجميع الصالح والطالح.. وهو الرحمن بالجميع الرحيم بالبشر..
ولكن مجتمعاتنا الجاهليه والتى لا تعنى الجهل بالعلم والقراءه والكتابه .. بل الجاهليه تعنى العنف والصلف والضلاله والغرور.. وهذا ما كان عليه عرب الجاهليه واستمر عليه الكثير منهم حتى بعد نزول الاسلام..
 (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ   المائدة (50)...
وهكذا كانت تفسيراتهم وتأويلاتهم لكتاب الله نابعة من جاهليتهم وليست من حضارتهم..
فكان تفسير الآيه (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ   المائدة   (38)
 وبناء عليه قالوا ببتر يد السارق فقط، وهذا ليس صحيحا،  واتهموا الرسول الكريم بتنفيذ عقوبة البتر فيمن سرق.. وروايات لو أن فاطمه بنت محمد سرقت  لقطع محمد يدها..وهذا كله تاريخ غير موثق ولا يمكن الجزم بحدوثه.. ولكن الجزم في أن القطع ليس كالبتر.. وهذا مؤكد.
ولننظر الى ورود كلمة ق.ط.ع. بجذرها في كتاب الله..
1.أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ   العنكبوت (29)  
2.وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ   الرعد (25)
3.الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ   البقرة (27)
4.فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ   محمد (22)
 فهل تعنى كلمات (وَتَقْطَعُونَ – وَيَقْطَعُونَ – وَتُقَطِّعُوا ) هل تعنى البتر، بالقطع لا.. ولكن أكثرهم للحق كارهون..

فالقطع يمكن أن يكون المنع، والتعطيل والوقف.. كما هى للبتر.. ولكن الله ترك للبشر تقدير العقوبه حسب الجرم المرتكب وفداحته .. فمن يسعى في الأرض فسادا فلا بد من بتر يده حتى لا يعود الى ما فعل من افساد أما السارق فالجزاء من جنس العمل..
بمعنى المختلس ملايين الجنيهات سارق من أموال الناس، ولا حرج في قطع رقبته اذا استلزم الأمر لذلك.. أما أن تقطع اليد في بيضه فهذا حكم جاهلى بامتياز..
وهذا ما يقوم بتنفيذه داعش وشركاهم معتقدين أن هذا حكم الله.. ولهذا لا يمكن للأزهر تكفيرهم لأنهم يطبقون أحكام الله   ـ أسف أحكام الجاهليه ـ .