السبت، 4 يوليو 2015

النكاح والوطئ بقلم/ طارق عبد الجميد




النكاح والوطئ
طارق عبد الجميد
إختلف السفهاء على مر العصور فى معرفة الفرق بين النكاح والوطئ، ويظهر هذا السفه فى الإخلال بقواعد قراءة القرآن وتدبر آياته، ولكن مازالت الناس تستمع لكلام البشر دون أدنى محاولة منهم لفهم كتاب الله جل وعلا..
يعتقد أغلب الناس أن النكاح هو ذاته الزواج الكامل، أى الدخول الكامل والخلوه الشرعيه، التى يدعيها فقهاء الجهل على مر العصور... مع أن قول الله واضح وضوح الشمس لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر..
يقول تعالى فى سورة البقره " وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (232). ويفسر العلماء ذلك، بأنه يعنى الدخول بالزوجه ــ بمعنى الوطئ ــ لكى يكون هذا النكاح نكاحاً..
ولكن يقول تعالى فى سورة الأحزاب 49 " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ".. ألا يعنى هذا يا من أغلقتم عقولكم وطلقتموها أن تفهموا أن الله يعنى بلفظ النكاح (العقد) أى عقد الزواج وليس الوطئ.. ومع هذا يصر الناس أن يكون لهم آلهة أخرى تشرع لهم غير الله تعالى، ألا وهم الفقهاء والسفهاء، دونما أى محاولة من أحدهم أن يحاول فهم مراد الله فيما يقول..
ولننظر إلى ورود كلمة النكاح فى القرآن الكريم ــ قول الله يا بشر ــ وليس قول الناس ..
وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا" البقره 221
وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ....." النساء 22
" ....... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا   الأحزاب (53)
وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ......."  النور (32)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا   النساء (3)
"....... فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ....." النساء 25
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا   النساء (127)
ومع أن كلمة الوطئ بمعنى الدخول الشرعى بالمرأه لم ترد فى كتاب الله، فما زالوا يصرون على أن النكاح هو ذاته الوطئ، مع أن الله تعالى يقول " إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا " ..سورة الأحزاب، ولكنهم يصرون على لى معانى الكلمه بأى شكل من الأشكال...
كل تلك الآيات وما زالوا يصرون على أن النكاح بمعنى الوطئ، من أين أتوا بهذا الخبل لا أحد يدرى، ولكن الناس ما زالت تصر على الإستماع والإستمتاع برأى أصحاب اللحى والسلف مهما كان رأيهم.. إعتقادا منهم بأننا أجهل من ان نفهم ونعى معانى كلمات الله..