العبادات أم المعاملات
طارق عبد الحميد
قالوا
أن أول ما يُسأل عنه المرء يوم القيامه، صلاته إذا صلحت صلحت باقى أعماله.. هذا ما
قاله لنا المشايخ من ألف سنه وأكثر... وما معنى صلحت صلاته؟ سيقولون لك أن
تكون خاشعا لله وأن يكون تركيزك فى الصلاه أهم من أى شئ آخر، وأن تخرج من الدنيا
لتتفاعل مع الله فى صلاتك هذه...
كلام
آخر لا يذهب بك الى شئ سوى خيال سرمدى لن يفيدك فى لحظه من لحظات حسابك يوم
القيامه لأن الله سيزن أعمالك، يقول تعالى" وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا
تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا
بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ الأنبياء (47) وتلك
الموازين ستزن أعمالك، الصالحه منها والطالحه.. فإذا كانت الصلاه هى فى ذاتها صلة
بين الإنسان وخالقه، فسيحاسبك الله على أعمالك التى هى جواز مرورك للجنه.. وإليك
الدليل..
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا
صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ المؤمنون(51)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم
مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ المائدة (105)
وَنَزَعْنَا مَا فِي
صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ
هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن
تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ الأعراف (43)
كل تلك
الحقائق التى ذكرها الله فى كتابه العزيز، ما زال الكثير من الناس يؤمنون بأن من
صلى على النبى الف مره غفر الله له ما تقدم من ذنبه، والله لو صليت مليون مره بلا
عمل صالح لن تراها ... يقول تعالى " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا
فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ سبأ (20) هل قرأ أحدكم تلك
الآيه بعنايه، هل تعرفون ماذا قال إبليس لرب العالمين، وبماذا رد عليه الله..
إليكم ما قال
قَالَ أَرَءَيۡتَكَ
هَـٰذَا ٱلَّذِى ڪَرَّمۡتَ عَلَىَّ لَٮِٕنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ
ٱلۡقِيَـٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ۥۤ إِلَّا قَلِيلاً۬ (٦٢) قَالَ
ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءً۬
مَّوۡفُورً۬ا (٦٣) الإسراء
وَلَقَدۡ صَدَّقَ
عَلَيۡہِمۡ إِبۡلِيسُ ظَنَّهُ ۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقً۬ا مِّنَ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (٢٠) وَمَا
ڪَانَ لَهُ ۥ عَلَيۡہِم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ
بِٱلۡأَخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِى شَكٍّ۬ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ
حَفِيظٌ۬ (٢١) قُلِ
ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِۖ لَا يَمۡلِڪُونَ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٍ۬ فِى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَلَا فِى ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن
شِرۡكٍ۬ وَمَا لَهُ ۥ مِنۡہُم مِّن ظَهِيرٍ۬ (٢٢) وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُ ۥۤ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ
لَهُۚ ۥ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ
رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡكَبِيرُ (٢٣) سبأ
فَسَجَدَ
ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ ڪُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ (٧٣) إِلَّآ
إِبۡلِيسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِينَ (٧٤) قَالَ
يَـٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَىَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ
أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ(٧٥) قَالَ
أَنَا۟ خَيۡرٌ۬ مِّنۡهُۖ خَلَقۡتَنِى مِن نَّارٍ۬ وَخَلَقۡتَهُ ۥ مِن طِينٍ۬ (٧٦) قَالَ
فَٱخۡرُجۡ مِنۡہَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ۬ (٧٧) وَإِنَّ
عَلَيۡكَ لَعۡنَتِىٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (٧٨) قَالَ
رَبِّ فَأَنظِرۡنِىٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (٧٩) قَالَ
فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ (٨٠) إِلَىٰ
يَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ (٨١) قَالَ
فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ (٨٢) إِلَّا
عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ (٨٣) قَالَ
فَٱلۡحَقُّ وَٱلۡحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمۡلَأَنَّ
جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡہُمۡ أَجۡمَعِينَ (٨٥) قُلۡ
مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍ۬ وَمَآ أَنَا۟ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنۡ
هُوَ إِلَّا ذِكۡرٌ۬ لِّلۡعَـٰلَمِينَ(٨٧) وَلَتَعۡلَمُنَّ
نَبَأَهُ ۥ بَعۡدَ حِينِۭ (٨٨) سورة ص
أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ
ٱلشَّيۡطَـٰنَۖ إِنَّهُ ۥ لَكُمۡ عَدُوٌّ۬ مُّبِينٌ۬ (٦٠) وَأَنِ
ٱعۡبُدُونِىۚ هَـٰذَا صِرَٲطٌ۬ مُّسۡتَقِيمٌ۬ (٦١) وَلَقَدۡ
أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلاًّ۬ كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ (٦٢) هَـٰذِهِۦ
جَهَنَّمُ ٱلَّتِى كُنتُمۡ تُوعَدُونَ (٦٣) ٱصۡلَوۡهَا
ٱلۡيَوۡمَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ (٦٤) سورة يس
هذا قول الله للبشر أجمعين، وهذا قرآن الله لبنى آدم، وهذا ما أفهمه من قول رب
العالمين..