الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

تكتبون الكتاب بأيديكم ... وتقولون هذا من عند الله ... !!! طارق عبد الحميد


تكتبون الكتاب بأيديكم ...
وتقولون
هذا من عند الله ... !!!
طارق عبد الحميد
القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الوحيد فى الإسلام ، ولكن .. هناك من أدخل عليه كتباً أخرى أضفى عليها صفات القداسه ... وعليه بدأ المسلمون ينحرفون رويدا رويداً عن مراد الله فيما أَنزل للبشريه.
فى موضوعنا هذا سنتحدث عن نقاط محدده ألا وهى :-
1.   ما هو الفرق بين محمدٌ والنبى والرسول فى القرآن.
2.   هل كان للنبى حق التشريع ؟
3.   ما هى السنه الشريفه التى يدعى كثير من المسلمين أنها الأحاديث ؟
4.   ما علاقه عنوان الموضوع بما سنتحدث عنه ؟

ونبدأ أولا بالفرق بين محمد (ص) والنبى (ص) والرسول (ص) فى القرآن ...
هناك فرق واضح بين خطاب الله تعالى لرسوله ( ص ) كونه رسولاً ( الرسول ) ، وكونه نبيّاً ( النبي ) ، وكونه بشراً ( محمد ) .. والفروق بينها واضحة ، ولا تحتمل أن تكون فيهما الصفتان ـ النبى والرسول ـ متطابقتان تماماً بحيث لا فرق بينهما، وبأى حال من الأحوال.
فمحمدٌ (ص) - فى القرآن - ما هو إلا بشر كسائر البشر خصه الله تعالى وكرَّمه بأن يحمل على كاهله رساله الله وكلام الله وقول الله للبشريه جمعاء وليس للمسلمين فقط كما يدعى بعضهم .
. " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ انقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰ أَعۡقَابِكُمۡ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىَ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيۡئًا وَسَيَجۡزِى اللّهُ الشَّاكِرِينَ [ آل عمران : 144 ]    
كذلك يقول الله تعالى .
وَمَا أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيۡهِمۡ فَاسۡأَلُوا۟ أَهۡلَ الذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لاَ تَعۡلَمُونَ [ النحل : 43 ]   
ويقول تعالى .
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمًا" [ الأحزاب : 40 ]  
ويقول الله تعالى آمراً نبيّه ( ص ) بأن يقول .
)" قُل لا أَملِكُ لِنَفسي نَفعًا وَلا ضَرًّا إِلّا ما شاءَ اللَّـهُ وَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَما مَسَّنِيَ السّوءُ إِن أَنا إِلّا نَذيرٌ وَبَشيرٌ لِقَومٍ يُؤمِنونَ [ الأعراف : 188 ]  إن أنا إلا نذير وبشير
هكذا يأمر الله تعالى أن يصف محمدٌ نفسه .
أما النبى فتعنى الطهاره والنقاء والخلاص لله تعالى ، ولا تعنى حتمية حمل رسالة جديدة ، وبالقطع تشترك فى بعض الصفات البشرية أيضاً ، فليس كل نبى رسولاً ، ولكن بالقطع كل رسول نبياً .
وقد خاطب الله تعالى محمداً بصفته نبياً أيضا وقال .
 يَآأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَاجَكَ الَّاتِى آتَيۡتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَآءَ اللَّهُ عَلَيۡكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ الَّاتِى هَاجَرۡنَ مَعَكَ وَامۡرَأَةً مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنۡ أَرَادَ النَّبِىُّ أَن يَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الۡمُؤۡمِنِينَ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِى أَزۡوَاجِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَانُهُمۡ لِكَيۡلَا يَكُونَ عَلَيۡكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"  [ الأحزاب : 50 ] 
وهنا الخطاب واضح جلى للنبى بصفته البشريه فى حقه فى الزواج ( النكاح ). وقال أيضاً. فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلۡنَا إِلَيۡكَ فَاسۡأَلِ الَّذِينَ يَقۡرَؤُونَ الۡكِتَابَ مِن قَبۡلِكَ لَقَدۡ جَآءكَ الۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الۡمُمۡتَرِينَ (94) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) (يونس) 

كذلك خاطبه الله كنبى فى قوله تعالى.
" وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا ( 73 ) َوْلولا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا ( 74[ الإسراء]  والأمثلة كثيرة فى القرآن لمن أراد أن يتدبر.  

أما كلمة الرسول فى القرآن فتعنى حامل الرساله والمكلّف من العزيز القدير بإبلاغ تلك الرساله للناس كافه ـ وأكرر للناس كافه - وليس للمسلمين فقط ، وهذا هو دور الرسول المحدد بإبلاغ رسالة ربه دون زياده أو نقصان.  وقد أوضح لنا الله هذا الفرق فى كتاب مرقوم" القرآن" لكل من له عقل يتدبر وقلب يؤمن. وفى هذا المجال قال الله تعالى لنا عن الرسول يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغۡ مَا أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهۡدِى الۡقَوۡمَ الۡكَافِرِينَ "
 [ المائدة : 67 ] وَإِذَا سَمِعُوا۟ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ الدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُوا۟ مِنَ الۡحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكۡتُبۡنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" [ المائدة : 83 ] وكذلك قال تعالى : وَأَطِيعُوا۟ اللّهَ وَأَطِيعُوا۟ الرَّسُولَ وَاحۡذَرُوا۟ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَاعۡلَمُوا۟ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الۡبَلاَغُ الۡمُبِينُ" [ المائدة : 92 ] وقال : " مَّا عَلَىٰ الرَّسُولِ إِلاَّ الۡبَلاَغُ وَاللّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ" [ المائدة : 99] 
قُلۡ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُوا وَمَا عَلَىٰ الرَّسُولِ إِلَّا الۡبَلَاغُ الۡمُبِينُ" [ النور : 54 ] عليه ما حُمِّل من رساله ليبلغها للبشر وعليكم ما حُمِّلتم من تلك الرساله وما جاء فيها . كذلك قال : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الۡبَلَاغُ الۡمُبِينُ"  [ التغابن : 12 ]
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡا۟ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا۟ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ آبَآءَنَا أَوَ لَوۡ كَانَ آبَآؤُهُمۡ لاَ يَعۡلَمُونَ شَيۡئًا وَلاَ يَهۡتَدُونَ" [ المائدة : 104 ]
يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ أَطِيعُوا۟ اللّهَ وَأَطِيعُوا۟ الرَّسُولَ وَأُوۡلِى الأَمۡرِ مِنكُمۡ فَإِن تَنَازَعۡتُمۡ فِى شَىۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِاللّهِ وَالۡيَوۡمِ الآخِرِ ذَٰلِكَ خَيۡرٌ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلاً" [ النساء : 59 ]
 وقال أيضاً : رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتۡ وَاتَّبَعۡنَا الرَّسُولَ فَاكۡتُبۡنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ  [ آل عمران : 53 ] 
فإتباعنا للرسول تعنى بلا شك إتباعنا للرسالة التى بعث بها الله الينا مع رسوله. تلك مكانة الرسول فى القرآن فهو مبلغ لرسالة ربه العزيز الحكيم للبشريه وللعالمين .  ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.) [ الأنبياء : 107 ] (  يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغۡ مَا أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُ) [ المائدة : 67 ] هذا هو دور الرسول كما بينه الله تعالى لنا فى كتابه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

كذلك قال تعالى. آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِ وَالۡمُؤۡمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ الۡمَصِيرُ"  [ البقرة : 285 ]  وابتعادنا عن منهج الله ، سيشوكنا به الرسول يوم القيامة  وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوۡمِى اتَّخَذُوا هَذَا الۡقُرۡآنَ مَهۡجُورًا [ الفرقان : 30 ] اللهم لا تجعلنا منهم وإهدنا يا أرحم الراحمين ...
وهذا يدفعنا الى قضية أخرى يجب على علماء الأمه أن يخرجوا من جمودهم الفكرى ويخرجوا من عباءة ( هذا ما ألفينا عليه آباءنا ) ، وأن يتقوا الله فى البشر الذين قد تتغير نظرتهم لنا وللإسلام عندما نغير نحن المسلمين نظرتنا، ونحترم كتاب الله بالقدر الذى يليق به وبجلال كلمات الله للبشر.  فالإسلام ليس ديناً خاصّاً بالمسلمين، إنه رسالة الله للبشريه جمعاء، رسالة للعالمين رسالة رحمة وحب وتعاون وتبادل معارف وإعمار للأرض التى نعيش عليها،( وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين)  ، أليس هذا كلام الله لنا كبشر، لماذا نحاول من خلال أعمالنا وفى بعض الأحيان أفواهنا أن نحوِّل هذا الدين الى دين خاص بنا نحن كمسلمين.
ولم يعط الله تعالى لأيٍّ من رسله وأنبيائه حق التشريع مطلقاً خارج رسالاته ، بل هو حق أصيل لله خالق البشر وخالق كل شئ. وقد كان خطاب الله لنبيه واضحاً جلياً فى هذا الشأن " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 1 ) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ  ( 2 )   [ التحريم : 1 – 2 ]
وهذا نصٌ صريح وواضح لا يقبل أيَّ جدل أنّ النبى لم يكن له الحق فى تحريم حلال أو تحليل حرام، وفى النصوص التاليه تبيان لذلك . يَسۡأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمۡ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ الۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُوا۟ مِمَّا أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَاذۡكُرُوا۟ اسۡمَ اللّهِ عَلَيۡهِ وَاتَّقُوا۟ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الۡحِسَابِ" [ المائدة : 4 ] يَسۡأَلُونَكَ عَنِ الۡخَمۡرِ وَالۡمَيۡسِرِ قُلۡ فِيهِمَا إِثۡمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَا وَيَسۡأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الۡعَفۡوَ كَذَٰلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ"   [ البقرة : 219 ] يَسۡأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلۡ مَا أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٍ فَلِلۡوَالِدَيۡنِ وَالأَقۡرَبِينَ وَالۡيَتَامَىٰ وَالۡمَسَاكِينِ وَابۡنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَيۡرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ" [ البقرة : 215 ]  215 يَسۡأَلُونَكَ عَنِ الشَّهۡرِ الۡحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلۡ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفۡرٌ بِهِ وَالۡمَسۡجِدِ الۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ اللّهِ وَالۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ الۡقَتۡلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمۡ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ اسۡتَطَاعُوا۟ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوۡلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَالُهُمۡ فِى الدُّنۡيَا وَالآخِرَةِ وَأُوۡلَٰـئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ" [ البقرة : 217 ] يَسۡأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَاهَا قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّى لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقۡتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتۡ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرۡضِ لاَ تَأۡتِيكُمۡ إِلاَّ بَغۡتَةً يَسۡأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنۡهَا قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكۡثَرَ النَّاسِ لاَ يَعۡلَمُونَ"  [ الأعراف : 187 ] " يَسۡأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا۟ اللّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بِيۡنِكُمۡ وَأَطِيعُوا۟ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ" [ الأنفال : 1 ]  وَيَسۡأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُم مِّن الۡعِلۡمِ إِلاَّ قَلِيلاً" [ الإسراء : 85 ]         وَيَسۡتَفۡتُونَكَ فِى النِّسَآء قُلِ اللّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِيهِنَّ وَمَا يُتۡلَى عَلَيۡكُمۡ فِى الۡكِتَابِ فِى يَتَامَى النِّسَآء الَّلاتِى لاَ تُؤۡتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرۡغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ الۡوِلۡدَانِ وَأَن تَقُومُوا۟ لِلۡيَتَامَى بِالۡقِسۡطِ وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَيۡرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا" [ النساء : 127 ] يَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِى الۡكَلاَلَةِ إِنِ امۡرُؤٌ هَلَكَ لَيۡسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخۡتٌ فَلَهَا نِصۡفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمۡ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثۡنَتَيۡنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوا۟ إِخۡوَةً رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ الأُنثَيَيۡنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمۡ أَن تَضِلُّوا۟ وَاللّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ" [ النساء : 176]  
أليس هذا دليلاً يكفى لإثبات ما نذهب اليه فى أن الرسول أو النبى لم يكن له حق التشريع مطلقاً.  بالقطع سيقول بعضهم لا، لأنهم يعتقدون أنهم يرفعون من قدر رسول الله أكثر وأكثر، ويعطونه من القداسه والحق بأن يشارك الله تعالى فى وضع تشريعات للبشر لكل زمان ومكان، متخيلين خطاً أن هذا سيرضيه،  وسيتخذون من آيات بعينها يلوون معانيها للذهاب الى ما هم فيه، سيقولون. " مَّا أَفَآءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنۡ أَهۡلِ الۡقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الۡقُرۡبَىٰ وَالۡيَتَامَىٰ وَالۡمَسَاكِينِ وَابۡنِ السَّبِيلِ كَىۡ َلا يَكُونَ دُولَةً بَيۡنَ الۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الۡعِقَابِ [ الحشر : 7 ]
ونرى أنهم دائماً ما يقتطعون  أجزاء من الآيات لإثبات وجهة نظرهم ) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَانتَهُوا ( ليقتطعوا هذا الجزء من الآية ليبينوا للناس أن الله أمرنا بأن نأخذ عن محمدٍ بصفاته كلّها كل شئ، النبى والرسول ومحمدٌ ذاته. وأود فى هذا الموضع فقط أن أبين معنى الآيه الظاهر للعيان دون شك : { ما أفاءه الله على رسوله من أموال مشركي أهل القرى من غير ركوب خيل ولا إبل فلله ولرسوله, يُصْرف في مصالح المسلمين العامة, ولذي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واليتامى, وهم الأطفال الفقراء الذين مات آباؤهم, والمساكين وهم أهل الحاجة والفقر, وابن السبيل وهو الغريب المسافر الذي نَفِدت نفقته وانقطع عنه ماله؛ وذلك حتى لا يكون المال ملكًا متداولاً بين الأغنياء وحدهم, ويحرم منه الفقراء والمساكين. وما أعطاكم الرسول من مال فخذوه, وما نهاكم عن أَخْذه فانتهوا عنه, واتقوا الله. إن الله شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره ونهيه.}
ما علاقة هذه العبارة المجتزأة [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمۡ عَنۡهُ فَانتَهُوا ] بالتشريع، ما علاقة الآية كاملةً بأن كلّ ما قاله وفعله نبى الله سنة واجبة على كل مسلم، ما علاقة هذا بأوامره ونواهيه إلاّ فى حدود التصرف فيما أفاء الله عليه كما ورد فى ألآية. وتعالوا نقرأ معاً ما قاله الله تعالى من أول السوره  [ الحشر : 1 – 7 ]  سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 1 ) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ ( 2 ) وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ( 3 ) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 4 ) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ( 5 ) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 6 ) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  ( 7 ) 

ما علاقة الآيات بما يذهبون اليه ، وأدعوك أيها القارئ العزيز أن تتدبر ولا تركن الى خطبة الجمعة فقط لتعرف منها دينك، وانظر الى الآية ( 4 ) لتتبين أن من يشاقق الله هو المستحق للعقاب . ) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  ( نعم خرجوا عن أوامر الله وما أُرسِل لرسوله ولكن ) وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير( . ولم يعد بالعذاب لمن يُشَّاقّ محمداً ، فما أن خالفت الله وأومره تستحق العقاب، أليس هذا ما تقوله الآيات.  كفانا تكَبُر على آيات الله تعالى،
وإذا قلنا لهم أن ما أتانا به الرسول هو الرسالة أى الكتاب أى الفرقان أى القرآن، وهو كلام الله وقوله ، سيختلفون ويقولون ألم تسمع بقول الله تعالى. النَّجْمِ إِذَا هَوَى ( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ( 4 ) . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ( 5 ) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ( 6 ) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ( 7 ) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ( 9 ) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( 10 ) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ( 11 ) [ النجم : 1 – 11 ] ,ومعناها واضح
أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت, ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق, وما خرج عن الرشاد, بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد, وليس ما نطق به من القرآن صادرًا عن هوى نفسه. ما القرآن إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. علَّم محمدًا صلى الله عليه وسلم مَلَك شديد القوة, ذو منظر حسن, وهو جبريل عليه السلام, الذي ظهر واستوى على صورته الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى, وهو أفق الشمس عند مطلعها, ثم دنا جبريل من الرسول صلى الله عليه وسلم، فزاد في القرب, فكان دنوُّه مقدار قوسين أو أقرب من ذلك. فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى بواسطة جبريل عليه السلام. ما كذب قلب محمد صلى الله عليه وسلم ما رآه بصره.
ومن معنى الآيات يتضح جلياً أن ما أوحى الله لرسوله عن طريق جبريل عليه السلام ما هوإلا القرآن والقرآن فقط.... ولكنهم أيضا يقتطعون من الآيات ويقولون لك   ويقولون إن كل ما قاله أو فعله محمد هو ّ وحي ويتناسون عن عمد ما قاله الله على لسان نبيه الكريم " قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرۡجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا "   [الكهف : 110] وكذلك قال تعالى " قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسۡتَقِيمُوا إِلَيۡهِ وَاسۡتَغۡفِرُوهُ وَوَيۡلٌ لِّلۡمُشۡرِكِينَ"[فصّلت : 6 ] كفانا ما نحن فيه فهل أنتم منتهون ؟
لم يذكر الله مرة واحده فى كتابه العزيز طاعة النبى أبداً والأسباب معروفه فى سياق الموضوع، ولكن طاعة الرسول واجبه بما أوحِى اليه من الرساله، لم يقل لنا مثلاً وأطيعوا الله والنبى أو أطيعوا الله ومحمداً.  فالطاعة للرسول وللرساله التى بُعِثَ بها عليه أفضل الصلاة والسلام .
ولكن شيوخ العصر الحديث بعد أن إجتَرّوا ما قاله الذين من قبلهم دون وعى، والذين لديهم من الأدوات الآن ما يسمح لهم بالبحث العلمى المجرد عن كل هوى فى حقيقة معانى ودلالات كلمات الله عز وجل. وأذكِّرُهُم بقوله تعالى فى سورة النمل الآيات 13 و 14 حيث يقول رب العزَّه" فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 13 ) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ( 14 ).  فعندما تكون الآيات واضحة جليه وتجحدوا بها وتستيقنها أنفسكم علوَّا فكيف إذاً ستكون عاقبة المفسدين، وأرجوا أن لا تقولوا لي إنَّ هذه الآيات نزلت فى موسى وقومه فقط، فالقرآن كلام الله للبشر لا يخصّ أحداً بالذكر بل هو كتاب ورساله لكل زمان ومكان أليس هذا ما تعلمناه.
 وإذا كنت عزيزى القارئ لا تزال فى شك فارجع الى أوّل السوره وإقرأ : " طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ( 1 ) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ( 3 ) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ( 4 ) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ ( 5 ) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ( 6 )  [ النمل : 1 – 6 ]  ألا تدل مقدّمة هذه السورة أن تلك الكلمات وهذا القرآن للبشر جميعاً.  وأنظر الى قوله تعالى فى نفس السوره: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ( 83 ) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 84 ) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ . [ النمل : 83 – 85 ]   

ماذا يقصد الله تعالى بـ ) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا  ( أليس معناها أنه حتى إذا جاء من كل أمة فوج ممن يكذب بآياتنا فاجتمعوا قال الله: أكذَّبْتم بآياتي التي أنزلتها على رسلي, وبالآيات التي أقمتها دلالة على توحيدي واستحقاقي وحدي للعبادة ولَم تحيطوا بها علمًا زوراً وبهتاناً, حتى تَعرِضُوا عنها وتُكَذِّبوا بها, أم أي شيء كنتم تعملون؟ وحقت عليهم كلمة العذاب بسبب ظلمهم وتكذيبهم, فهم لا ينطقون بحجة يدافعون بها عن أنفسهم وما حلَّ بهم من سوء العذاب.
    ولما كان ما يدَّعون بأن كل ما قاله النبى وحى من عند الله،  وأنه لا ينطق عن الهوى وأن أفعاله كذلك وحى من عند الله فبماذا سنفسر قوله تعالى فى سورة الاسراء " لَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا [ الإسراء : 86 ]
هل معنى هذا أن الله كان سيلغي كل ما فعله النبى طوال حياته أم أن الله يقصد بما أوحينا اليك من القرآن، وبالطبع ستجد هذا واضحاً وضوح الشمس عندما تقرأ الآيات التاليات للآيه الكريمه . لَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا  ( 86 ) " إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ( 87 ) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ( 88 ) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورً ( 89 ).[ الإسراء : 86 – 89 ] كل تلك الآيات تتحدث عن القرآن ولا شئ غير القرآن. فماذا أنتم بنا فاعلون.
    وعندما تُحدِّثُ شيخٌ من المشايخ وتناقشه وهم كُثُر، يقول لك إن أحاديث الرسول (ص) هى قول فصل لأنه لا ينطق عن الهوى وكل ما قاله أو فعله وحي من السماء ... حتى وصل بنا الحال إلى تقديس الحديث وكُتبه وكَتَبَتُه وناقليه ومحدثيه وحافظيه أكثر من تقديسنا للقرآن، ويقولون أن فلانا قد روى عن النبى خمسة آلاف حديث. فوالله لو طلبت منه إعادة ما روى لما رواها بنفس الكلمات.  حتى أن أحد أقاربي قال لي يوماً إن صحيح البخارى ومسلم أقدس الكتب بعد القرآن الكريم. وصلنا بالناس الى حد تقديس كتب كتبها بشر لا أكثر ولا أقل،وكُتِبَت بعد 200 سنه وأكثر من موت الرسول ونسخت بعد ذلك بـ 250 سنه أخرى.  ويصل بهم الحال الى القول بأن البخارى كان يتوضأ ويصلى ركعتين قبل أن يشرع فى تدوين الحديث. وهل هذا دليل على صحة الحديث، وماذا تقولون فى علوم الجرح والتعديل ( علم الرجال) رجال يحكمون على رجال منهم من يقول فلان صادق ومنهم من يقول عكس ذلك.   وهنا لابد أن أذكر له ولكم ما قاله الله تعالى: " تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ( 6 ) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ( 7 ) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  [ الجاثية6:  8 ] ألا تبين تلك الآيات أن الله لم ينزِّل على رسوله الكريم (ص) إلا القرآن وأن الوحي لم يَنْزِل إلا بالقرآن والقرآن فقط، وهذا قول لا جدال فيه.
أما أن يخرج علينا أصحاب المعالي والفخامة والعمامة واللحى بأحاديث تؤكِّد وجهة نظرهم فإنها لا تعدوا كلام بشر نقله بشر عن بشرعن بشر عن بشر أيضا جيل تلو الآخر. وقد يكون منهم من يجهل القراءة والكتابه - ولكنه حافظ ومش فاهم - قد يُصيب، وكثيراً ما يخطئ.  وتخرجون علينا بأحاديث مثل " أوتيت الكتاب ومثله معه " وفى حديث آخر أوتيت الكتاب ومثليه معه" وكأن الله – وأعوذ بالله – بالبلدى كده عامل لنا كمين يريد به هلاك البشريه والدفع بنا الى النار.  أي من الكتابين أو الثلاثه علينا أن نصدق ونؤمن به ألم يقل النبى لأصحابه ( فمن كتب عنى شئ غير القرآن فليمحِْه ) . وسيقولون وتستشهد انت بما كتبنا، وأقول لهم أنه من المؤكد أن رسول الله كانت له وجهة نظر ثاقبه فى كثير من الأمور، وأى عاقل يعلم أن كتاب آخر مع كتاب الله سيحدث بلبله لا حد لها وهذا ما حدث بالفعل ويحدث الآن. ألا تتفق معى. ألم يقل عمر بن الخطاب (أكتاب مع كتاب الله )،  والنصيحه يا سادة إذا سمعتم أى حديث مهما كان هذا الحديث عايروه على كتاب الله ، فإن كان مخالفاً للقرآن فتأكدوا أن هذا الحديث ملفّق على رسول الله (ص).  فالوحى يا سادة لم ينزل إلا بالقرآن ولا شئ غيره.
ونعود مره أخرى للتشريع الذى يدّعون بأن الحديث الشريف يُكمل القرآن،أو مكملاً له.  وأسأل أليس معنى هذا أن القرآن ناقص لم يكتمل إلا بالحديث – أعوذ بالله من تلك المقولة – فالقرآن كامل لا جدال فى ذلك فقد أكمله الله وأتمه ورضى لنا الإسلام دينا، هكذا قال الله لنا فى  تلك الآيه من سورة المائده. يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغۡ مَا أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهۡدِى الۡقَوۡمَ الۡكَافِرِينَ " المائده 67 وقال " مَّا عَلَىٰ الرَّسُولِ إِلاَّ الۡبَلاَغُ وَاللّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ" المائده 99  وقال تعالى أيضاً  "فَإِنۡ أَعۡرَضُوا فَمَا أَرۡسَلۡنَاكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًا إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا الۡبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقۡنَا الۡإِنسَانَ مِنَّا رَحۡمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ الۡإِنسَانَ كَفُورٌ" الشورى 47
وسبق أن أكّدت أن الله لم يعط أحداً من رسله صلاحية التشريع خارج رسالته، فكيف ندعى أن محمداً (ص) كانت له صلاحية التشريع.
وهنا جاء وقت الحديث عن السنة المشرفه والتى حفظها الله لنا أيضاً فى طيات كتابه العزيز. وأقول لكم وأكرر من أين أتيتم بأحقية الرسول فى التشريع، والمصيبه أيضا أنكم لم تتفقوا على شئ واحد فى موضوع واحد، كل فريق منكم يستدل بأحاديثه التى تثبت وجهة نظره، وتلوي كلمات الله تعالى لتوافق منطوق الحديت  ومرادكم أنتم. فعندما نرى تلك الحقائق والبراهين تُلْوى لدى الكثيرين وليس البعض للأسف، وصلنا الى ما نحن فيه الآن من تشرذم وتخبط  وإنحطاط فكري وعدم اتفاق تقريباً فى كل شئ،وفى أى شئ. وتمررون لنا أحاديث كُتبت ودوّنت بعد موت الرسول بـ 200 سنه، أقل ما يقال فيها أنها ملفّقة على رسول الله الكريم (ص)، وسواء عن عمد أم لا،
فالرسول لم يأتنا من عند الله بغير القرآن، أما السنه فهى جزء أصيل فى الكتاب حفظه الله لنا. فقال تعالى. " ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الۡكِتَابَ بِالۡحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخۡتَلَفُوا۟ فِى الۡكِتَابِ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ" [ البقرة : 176 ]  كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الۡكِتَابَ بِالۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ النَّاسِ فِيمَا اخۡتَلَفُوا۟ فِيهِ وَمَا اخۡتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعۡدِ مَا جَآءتۡهُمُ الۡبَيِّنَاتُ بَغۡيًا بَيۡنَهُمۡ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا۟ لِمَا اخۡتَلَفُوا۟ فِيهِ مِنَ الۡحَقِّ بِإِذۡنِهِ وَاللّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ" [ البقرة : 213 ] وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلاً مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِىَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذۡنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ" [ الرعد : 38 ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " [ المائدة : 101 ] 
    وبعد كل هذا البيان الواضح من الله العزيز المقتدر تصرّون على كتاب آخر مع كتاب الله، ولا تريدون أن تروا الحقيقه الواضحه وضوح الشمس، وتختلفون فى أمور تافهة لا ترقى إلى مستوى العقل والتدبر الذى أمرنا الله به وتقولون لتلاميذكم {لا عقل مع نص} أى أنه إذا كان هناك حديث ما قد ذكره البخارى أو مسلم أو الكافى عند الشيعه فلا تُعْمِلوا فيه عقولكم أبداً، وبالبلدى كده – هو كده وإذا كان عاجبك – وأقول لكم هذا ما قال الله : " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الۡقُرۡآنَ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ اللّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ اخۡتِلاَفًا كَثِيرًا" [ النساء : 82 ]  قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِى خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعۡلَمُ الۡغَيۡبَ وَلا أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّى مَلَكٌ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِى الأَعۡمَى وَالۡبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ " [ الأنعام : 52 ]  " أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلًا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرًّا وَلَا نَفۡعًا " [  طه : 89 ] " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الۡقُرۡآنَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَا "  [ محمد : 24 ].
 ماذا بعد كلِّ هذا،  ما الذى نحتاج اليه الآن لنتدبر كتاب الله ولا نضع مع كتاب الله كتاباً آخر، أم أن قول الحق ينطبق علينا الآن حيث يقول " أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ( 77 ) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ ( 78 )  فَوَيلٌ لِّلَّذِينَ يَكتُبُونَ الۡكِتَابَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنۡ عِندِ اللّهِ لِيَشتَرُوا۟ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٌ لَّهُمۡ مِّمَّا يَكسِبُونَ (البقره 79 ) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 81 ) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 82 ) [ البقرة : 77 – 82 ]

  وستقولون أن تلك الآيات نزلت فى اليهود والنصارى لأنهم كتبوا الكتاب بأيديهم. مقوله حق ولكم أردتم بها باطلاً... وماذا عنّا نحن الآن ألا نقول نحن الآن مثلما قالوا مثلاً أننا لن تمسنا النار إلا أياماً معدوده ثم نخرج منها الى الجنة بعد أن نقضي فترة العقوبة المفروضة علينا نتيجة إرتكابنا للكبائر...  

أليس هذا ما تدّعون من أحاديث ملفقه غلى رسول الله يخالف نصها كتاب  الله ... من يدخل النار لن يخرج منها يا ساده سواء كان يهوديا أو مسيحياً أومن أى ملذَةٍ كانت أو حتى مسلماً ... هذا ما وعدنا الله به من عذاب كما ذكر لنا فى كتابه العزيز... بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتۡ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوۡلَـٰٓئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ 81 وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ الصَّالِحَاتِ أُولَـٰٓئِكَ أَصۡحَابُ الۡجَنَّةِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ [ البقرة : 80 – 81 ] ... اللّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ آمَنُوا۟ يُخۡرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا۟ أَوۡلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوۡلَٰٓئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ .البقره 257 وَالَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِآيَاتِنَا وَاسۡتَكۡبَرُوا۟ عَنۡهَا أُوۡلَٰٓئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ ( الأعراف 36 ) لَن تُغۡنِىَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَالُهُمۡ وَلَا أَوۡلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيۡئًا أُوۡلَٰٓئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ ( المجادله 17 ) ... وأذكروا لي ولو آية واحدة تقول أن من يدخل النار سيخرج منها .... وأتحداكم جميعاً ، آيه واحده، لا  بل إشاره واحده، وأقسم لكم أنكم لن تجدوا آية واحده تقول أن من سيدخل النار سيخرج منها أبداً ... وأتحدى .. شيوخكم وكبيركم هذا إن كنتم صادقين .

أما عن علاقة العنوان بالموضوع فهو لأننا تباعدنا عن كتاب الله بما فيه الكفايه، وأرسلنا رسائل متفرقه متخبطه للبشريه عن الإسلام، لأننا فقط نتحدث بلغة القرآن وإدعينا أننا أكثر الناس حفاظاً عليه، وعلم به.. وإذا كان الأمر كذلك والقرآن يقول لنا بلسان رب العزه أنه أرسل تلك الرساله للعالمين ولم يرسلها لنا على وجه الخصوص، فلماذا نُنَفِّرَ منها أصحاب الملل الأخرى من الإسلام، لماذا نُبعدهم عن الدين الحق بأقاويل وأحاديث تختلف إختلافا جوهرياً مع مراد الله ونُصِر على شأنها من عند الله، ولن أذكر إلا مثالاً واحدا لأننا لو دخلنا من هذا الباب قد لا نخرج منه قبل عام.
فى حديث معروف عن رسول الله أنه قال:- { أُمرت أن أقاتل الناس كافه حتى يؤمنوا ويشهدوا أن لا إله إال الله وأنّى رسول الله، فإن آمنوا عَصموا منى دماءهم وأموالهم وأعراضهم}.  والسؤال هنا هل يمكن لرسول الله أن يخالف منهج من بعثه وكتابه الذى يأمره بإبلاغ رسالته فقط ولا شئ غير الإبلاغ " يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغۡ مَا أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهۡدِى الۡقَوۡمَ الۡكَافِرِينَ " المائده 67 وقال " مَّا عَلَىٰ الرَّسُولِ إِلاَّ الۡبَلاَغُ وَاللّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ" المائده 99  وقال تعالى أيضاً  "فَإِنۡ أَعۡرَضُوا فَمَا أَرۡسَلۡنَاكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًا إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا الۡبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقۡنَا الۡإِنسَانَ مِنَّا رَحۡمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ الۡإِنسَانَ كَفُورٌ" الشورى 47.  والآيات كثيره ابحث بنفسك وتدبر فإن وجدت آيه تبيح له أن يفعل ذلك فأبلغنى بها أرجوك. 
عايروا الحديث على كتاب الله فإن وافقه فأقروه وإن خالفه اتركوه ولا تُحَدِثوا به بعد اليوم
ومره أخرى أكرر لكم ما قال الله : فَوَيلٌ لِّلَّذِينَ يَكتُبُونَ الۡكِتَابَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنۡ عِندِ اللّهِ لِيَشتَرُوا۟ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٌ لَّهُمۡ مِّمَّا يَكسِبُونَ. [البقرة : 79 ]