الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

من هم الحشاشون ؟ سؤال برئ



من هم الحشاشون ؟
سؤال برئ

تحليل من الموسوعه العالميه

حسن الصباح أو حسن بن على بن محمد الصباح الحميري، ولد(430 هـ 1037 م) إيران وفاة (518 هـ/1124 م) إيران، والملقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس مايعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية.
النشأة
ولد بالري وهى (مدينة تاريخية تقع بالقرب من طهران في إيران. فتحت الري في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وذلك بقيادة نعيم بن مقرن, ويقال أن زرادشت قد خرج منها. كما ينسب إليها عدد من علماء المسلمين ومنهم فخر الدين الرازي صاحب تفسير مفاتيح الغيب, والكيميائي محمد بن زكريا الرازي والخليفة العباسي هارون الرشيد.)  عام 430 هـ 1037 م، بعض المؤرخين ذكروا انه ولد في قمإحدى المدن الإيرانيه  معقل الشيعة الإثنى عشرية حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز لنشاطات طائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة،  ـ (يمثل التيار الإسماعيلي في الفكر الشيعي الجانب العرفاني والصوفي الذي يركز على طبيعة الله والخلق وجهاد النفس ويتفقون مع عموم المسلمين في وحدانية الله ونبوة محمد ونزول القرآن المُوحى، وإن كانوا يختلفون معهم في أن القرآن يحمل تأويلا باطنا غير تأويله الظاهر، لذلك نعتهم مناوؤوهم من السنة وكذلك بعض من الشيعة الاثناعشرية بالباطنية. ـ وقال الصباح في مذكراته عن تلك الفترة: "ظللت حتى السابعة عشرة دارساً وباحثاً في المعرفة ولكني ظللت على عقيدة أجدادي الاثنى عشرية. وذات يوم التقيت برجل، أحد الرفاق (وهو تعبير يطلقه الإسماعيليون على أنفسهم) يدعى عميره زاراب كان من وقت لآخر يدعو إلى نظرية الخلفاء فى مصر " وقال حسن الصباح أيضا: " وكان عميره زاراب ذا شخصية قوية، وعندما ناقشني لأول مرة قال ان " الإسماعيلية يقولون كذا وكيت ". وكان عميرة يقول لى " عندما تخلو إلى التأمل في سريرك أثناء الليل سوف تعرف أن ماأقوله لك مقنع " " [2]. وفي عام 471 هـ/1078 م ذهب إلى مصر في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة في فارس.
استمر حسن في قراءة كتب الإسماعيلية، وبعد ذلك لقى معلم إسماعيلى آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتـنع، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للامام الفاطمى. لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلى نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق، وفى أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الرى، فلقيه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة في الدعوة، وطلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمه في بلاط الخليفه الفاطمى بالقاهرة.
ترك حسن مدينة الرى سنة 1076 ورحل إلى أصفهان بايران ثم اتجه صوب أذربيجان (هي واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا. تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب. ومنها عرج على ميافارقين وهى (مدينة تركية قديمة. اسمها اليوم سيلوان في شمال شرق ديار بكر، بين دجلة والفرات، فيها آثار اسلامية ومسيحية وفارسية)  فبقي فيها إلى أن طرده قاضى المدينة بعدما أنكر حسن سلطة علماء السنة وأصر على إن الإمام وحده هو الذي لديه الحق في تفسير الدين، فأكمل رحلته إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت ومن هناك رحل بحرا إلى مصر في 19 صفر 471 هـ / 30 أغسطس 1078.
بقي حسن في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والأسكندرية، ثم قيل بأنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرقت في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان فوصلها 29 ذوالحجة 473 هـ / 10 يونية 1081
تأسيس قلعة الموت
لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته هو نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضاً للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة. ويحوله إلى قاعدة لنشر دعاته وأفكاره. والسلاجقة أو بنو سلجوق هي سلالة تركية حكمت في أفغانستان وإيران وأجزاء من الأناضول وسورية والعراق والجزيرة العربية ما بين 1038-1157م (ثم حتى 1194 م)المقر: مرو ثم اصفهان ، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة الموت المنيعة. فهي حصن قديم فوق صخرة عالية وسط الجبال على ارتفاع 2,100 متر). وبنيت بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر المصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة), لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.
لم يُعرف الباني الأساسي للقلعة، ويقال أن من بناها وهى أشبه بعش النسر، ثم جددها حاكم علوي عام 860، وبقيت في ايديهم حتى دخلها طائفة من الإسماعيلية ويسمون الباطنية بواسطة أميرهم حسن الصباح بتاريخ 7 رجب 483 هـ / 4 سبتمبر 1090 فطرد الحاكم منها. وقصة دخول حسن الصباح هي كما ذكرها ابن الأثير:أن الحسن الصباح كان يطوف على الأقوام يضُلهم فلما رأى قلعة الموت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم وطمع في اغوائهم ودعاهم في السر واظهر الزهد ولبس المسح فتبعه أكثرهم والعلوي صاحب القلعة حسن الظن فيه يجلس إليه يتبرك به فلما أحكم الحسن امره دخل يومًا على العلوي بالقلعة فقال له ابن الصباح‏:‏ اخرج من هذه القلعة فتبسم العلوي وظنه يمزح فأمر ابن الصباح بعض اصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان واعطاه ماله وملك القلعة.‏ وقيل أنه اشتراها منه ب 3000 دينار ذهب.
وقد بقي فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته. حيث كان يقضي جل وقته في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط. وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى. لذلك استمر بارسال الدعاة إلى القرى المحيطة برودبار المجاورة، ويرسل المليشيات لأخذ القلاع عن طريق الخدع الدعائية، وإن فشلوا بذلك فإنهم يقتلون الناس ويرتكبوا المجازر، وقد أخذوا الكثير من القلاع والأماكن الصالحة لبناء القلاع الحصينة، وقد تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على قلعة لمبسرعن طريق هجمات مليشياته عليها ما بين عامي 1096 و 1102 بقيادة عامله "كيا بزرجميد" وحكمها عشرين عاما، وقد كانت قلعة استراتيجية مهمة وقائمة على صخرة مدورة تطل على شاه رود، وعن طريقها تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على كل منطقة رودبار.
في سنة484 هـ/1091 م بعث حسن الصباح دعاته إلى منطقة كوهستان الجبليه على الحدود الحالية بين إيران وأفغانستان. وكانت تلك المنطقة في بداية الإسلام يعيش فيها المجوس الزرادشتيين ومن ثم أضحت معقل للشيعة وغيرهم من المنشقين الدينيين. قدر حسن الصباح أن يضم سكان تلك المنطقة عن طريق استغلال حالة التذمر التي كانت هناك ضد السلاجقة فصارت تابعة للإسماعيليين. فاستغل حسن الصباح تذمر الناس من السلاجقة واستغل كذلك تراثهم الموالى للشيعة والإسماعيليين حتى تمكن أن يسيطر على أقاليم وقلاع كتيرة، فجعل عليها من يحاصرها فحوصرت ثمانية أشهر، حتى أُخذت منهم سنة 489 هـ/1096 م وتم قتل من كان بها عن آخرهم.
استخدام العنف والاغتيالات
كان توزيع حسن الصباح لدعاته بحيث جزء منهم يذهب إلى المناطق النائية لنشر الأفكار، والجزء الآخر يكون موجودا بالمدن الكبرى. فأول ما عرف من أحوال الدعوة التي اشتهرت بالباطنية أو الإسماعيلية في أيام السلطان ملكشاه فانه اجتمع منهم ثمانية عشر رجلًا فصلوا صلاة العيد في ساوة ففطن بهم رئيس الشرطة فأخذهم وحبسهم ثم سئل فيهم فأطلقهم فهذا أول اجتماع عام كان لهم‏.‏
ثم انهم دعوا مؤذنًا من اهل ساوة كان مقيمًا بأصفهان فلم يجبهم إلى دعوتهم فخافوه ان ينم عليهم فقتلوه فهو أول قتيل لهم فبلغ خبره إلى نظام الملك فأمر باخذ من يتهم بقتله فوقعت التهمة على نجار اسمه طاهر فقتل ومُثل به وجروا برجله في الاسواق فهو أول قتيل من طائفة حسن الصباح وكان والد النجار واعظًا وقدم إلى بغداد مع السلطان بركيارق سنة 486 هـ فحظي منه ثم قصد البصرة فولي القضاء بها ثم توجه في رسالة إلى كرمان فقتله العامة في الفتنة التي جرت وذكروا انه باطني‏.‏
في سنة 1092 بدأ السلاجقة في مواجهة حسن الصباح عسكرياً، فبعث سلطانهم ملكشاه حملتين، واحدة على قلعة ألموت، والثانية على قهستان لكن ميليشيات حسن الصباح تصدت للسلاجقة وبمساعدة الاهالى المتعاطفين معهم في روبارد وقزوين فانسحبت القوات من قهستان بعد وفاة السلطان ملكشاه سنة 1092.
بعدها ضرب حسن الصباح ضربته باغتيال الوزير نظام الملك نفسه في 16 ديسمبر 1092 (485 هـ)، في منطقة ساهنا في إقليم نهاوند،مدينة إيرانية تقع في منطقة جبلية إلى الجنوب من جبال زاغروس، اسسها داريوس الأول، وكانت المدينة عاصمة لإمبراطورية كسرى الأول,معظم سكانها من الكرد ) عن طريق فدائى (تسمية الباطنيين لمن يقوم بعمليات الاغتيال) متنكر في زى رجل صوفى.
حسن الصباح خطط لإغتيال نظام الملك بعناية. يقول المؤرخ رشيد الدين إن حسن الصباح نصب شباكه وفخاخه لاصطياد هدف كبير مثل نظام الملك لكي يشتهر ويذيع صيته وهو من أرسى أسس الفدائية، وبعدما نجحت العملية قال حسن الصباح: " قَتْل هذا الشيطان هو بداية البركة ". وإغتيال نظام الملك كان من أولى عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون ، وكانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكو قلعة ألموت عام 1256 وقضى على فتنتهم بالشرق والتي استمرت حوالي القرنين من الزمان.
وفاته وأثره
توفي الصباح عام 518 هـ/1124 م في قلعته، واختلفت المصادر عن مصير ذريته (المصادر الغربية وبعض العربية تذكر انه قتل أولاده في حياته) إلا أن المصادر كلها اجمعت على انه مات من غير جناية. وخلفه بزرك أميد ـ برزجميد ـ، وكلف ناس بشئون الدعوة والإدارة وقيادة القوات، وطلب منهم التعاون مع بعض حتى ظهور الامام المستتر ويتولى شئون الطائفة. توفى شيخ الجبل، حسن الصباح في 7 ربيع الثاني 518 هـ / 23 مايو 1124 في قلعة ألموت.
استمرت الصراعات المسلحة بين الإسماعيلية الباطنية والسلاجقة وتوسعت مناطق حسن الصباح وتمكن الفدائيون الباطنية من الاستيلاء على قلاع جديدة لكن السلاجقة استطاعوا احتوائهم عام 500 هـ/1106 م عندما استولى السلطان محمد على قلعة شاه دز بالقرب من أصفهان وقتل عدد كبير منهم من ضمنهم ابن العطاش وولده، ولكن لم يتمكنوا من القضاء عليهم أو يستولوا على قلعة ألموت. حسن الصباح كان مفكرا وكاتبا وله نصين واحد عن قصة حياته والثاني في اللاهوت. وصفه ابن الأثير بإنه كان رجلا حاد الذهن عالما بالهندسه والحساب والفلك والسحر.
فاز حسن الصباح باحترام كبير عند الإسماعيليين باعتباره محرك "للدعوة الجديدة"، أي النظرية الإسماعيلية المعدلة التي ظهرت بعد الانشقاق عن القاهرة والمسماة بالنزارية، لم يدعي حسن الصباح بأنه الامام ولكن ممثل الامام فقط، وبعد اختفاء الامام ظل هو زعيم الدعوة والحجة أو البرهان ونبع المعرفة للامام المستتر، والرابط الحي بين خط الائمة الظاهرين وفى المستقبل.
الأراء حول الصباح
عاش الصباح في فترة سادت فيها الحروب بين مختلف الطوائف, السلاجقة, العباسيون,الايوبيون, الصليبيون وغيرهم من الطوائف, إلا أن كلها اجمعت على ان الصباح كان قوي الشكيمة, ودائم حضور الذهن, ويقاتل كل من يحاول الاقتراب من دولته بغض النظر عن طائفته وان تابعيه أو فدائيه يتمتعون بالحرص الشديد والطاعة والمقدرة على تنفيذ المهمات الموكلة لهم. واختلفت على كيفة ذلك وفيما يلي بعض الاراء عنه:
  • الغرب هم الذين اطلقوا اسم الحشاشون على هذه الطائفة ومنها اتت الكلمة بالفرنسيةAssassin- قاتل) وخصوصاً ماكتبه الرحالة الإيطالي ماركو بولو الذي ادعى زيارة قلعة آلموت. والقصص والروايات عن هذه الطائفة كثيرة عند الغرب حيث وصفت كيفية سيطرة الصباح على اتباعه باستخدام الحشيش وترغيبهم بجوائز وغنام لتنفيذ عملياتهم والى اخره.
  • العباسيون والايوبيون اعتبروا الصباح عدوا وقاتلا, حيث تذكر المصادر انهم حاولوا اغتيال الناصر صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة وكذلك الخليفة العباسي المسترشد بالله.
  • السلاجقة أيضا اعتبروا الصباح ألد اعدائهم خصوصا بعد اغتيال نظام الملك وزير السلطان ملكشاه، وفخر الملك ابنه، وزير السلطان سنجر.
  • الإسماعيليون: الصباح قائد وامام وان انصياع اتباعه التام وطاعتهم العمياء لأوامر رؤسائهم ما كان إلا من تبادل الثقة بين الرئيس والمرؤوس والإيمان القوي المطلق بعقيدتهم المثلى وبإمامهم الذي يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيله لأنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من النفس الكلية.
بعد وفاة حسن الصباح حكم النزارية سبع حكام كان أخرهم ركن الدين خورشاه بن علاء الدين. ظلت قلعة ألموت قائمة كمركز للباطنية النزارية في إيران حتى اقتحمها المغول بقيادة هولاكو وقضوا عليهم في إيران سنة 1256.
والرأى
والآن فى القرن الواحد والعشرين، ما هو الفرق بين من يتخذ من الدين وتفسيراته المريضه موقعاً فى هذا العالم ... ما هو الفرق بين ما يسمى بتنظيم القاعده والشيخ  ـ كما يسمونه ـ أسامه بن لادن وبين الصباح ... ما هو الفرق بين دعوته ودعوة الشيخ أيضاً وآل الشيخ أيضاً محمد بن عبد الوهاب ... ما هو الفرق بين الصباح والحشاشين وبين ما نحن فيه من محاولات إثبات شرعيه الإغتيالات والقتل ... ما هو الفرق بين أن تؤمن بالله عز وجل وأن تؤمن بإنسان على أنه الملهم والمخلص لك من ذنوب الدنيا وأنه سيبعث بك إلى الجنه شهيداً.
لا فرق ... هم جهله إمتلكوا قلوب الناس ... والناس أجهل منهم أسلموهم قلوبهم وعقولهم أيضاً... وساروا وراءهم كلأنعام أو أقول كالحمير لا تعلم ماذا تحمل على ظهورها ...
فإليكم جميعاً أدعوا أن تتدبروا وتعقلوا وتتفكروا ... هذا ما أمرنا الله به, لا بإتّباع شيخٌ أو شيخه أو حتى قسيساً أو حَبْراً... قلوبكم ستهديكم للخير
طارق عبد الحميد