الخميس، 26 مارس 2015

لا تقتربوا من ثوابت الدين .... كتبه/ طارق عبد الحميد


لا تقتربوا من
ثوابت الدين
كتبه/ طارق عبد الحميد



فى جريدة المصرى اليوم الصادره صباح اليوم بتاريخ 26 مارس 2015  (ص3) ... طالب الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتطوير أساليب الخطاب الدينى، موضحا أن التطوير المقصود يتضمن أساليب العرض من خلال تقديم الأهم على المهم، دون المساس بالمضمون، لأنه من الثوابت الدينية. 
وأقول لشيخ الأزهر العريق ــ أقصد الأزهر طبعا بالعريق ــ أن المشكله فيما يعتقد مشايخكم أنه ثوابت الدين.. فهل يمكن أن توضح لى إذا ما كانت الجزيه من ثوابت الدين، وأن الخلع لا يعد طلاقاً، بمعنى أنه يجوز للمرأه أن تخلع زوجها عشر مرات دون المساس بعدد الطلقات...( الخلع إذا لم يكن بلفظ الطلاق ، ولم ينو به الطلاق ، فهو فسخ عند جماعة من أهل العلم ، وهو قول الشافعي في مذهبه القديم ، والمذهب عند الحنابلة ، ويترتب على كونه فسخا أنه لا يحسب من الطلاق ، فمن خالع زوجته مرتين ، فله أن يرجع إليها بعقد جديد ، ولا يحسب عليه شيء من الطلاق .)
ما رأيك سيدى فى هذا ألا تعتبرونه من الثوابت، أم أن لكم رأيا آخر  .. أليس الطلاق والفراق واحدا أم أن الحق الذى شرعه الله للزوج لا يتعارض مع ما شرعه الله للمرأه..   ولننظر الى ما قاله السابقون الذين تأخذون منهم ثوابت الدين كما تدعون : (وذهب بعضهم إلى أنه يكون فسخاً أيضاً ، ولا يحسب من الطلاق ولو كان بلفظ الطلاق، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقال : إنه المنصوص عن الإمام أحمد وقدماء أصحابه (
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ولكن القول الراجح : أنه [يعني : الخلع] ليس بطلاق وإن وقع بلفظ [الطلاق] الصريح ، ويدل لهذا القرآن الكريم ، قال الله عز وجل : ( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) البقرة/229،
وما رايكم فى عقوبة الرجم سيدى، هل هى من ثوابت الدين أم لا.  أم أن عقوبة الجلد التى شرعها الله فى كتابه العزيز تتعارض مع رواية عمرو بن ميمون فى رجم القرده الزانيه.. والتى رجمها معهم..
سيدى شيخ الأزهر.. المصيبه ليست فى الدين، أبدا، بل فيما إعتبرتموه من ثوابت الدين.. وما إعتبره السابقون من ثوابت الدين بينما هو ليس بدين الله، بل هو دين من إخترعه لنفسه.. فالخلع طلاقا بلا شك يا سيدى، والجزيه ليست على المسيحيين واليهود كما إدعى السابقون، والرجم شريعه يهوديه وحكم فى التوراه ولا علاقة له بالإسلام.. فالله يقول " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ   النور (2)
هذا قول الله، ولكن ثوابت ديننا الجديد تعتمد على الروايات، التى لا يمكن أن نطلق عليها دين بأى حال من الأحوال..
أرجو مراجعة مواقفكم وتصريحاتكم، وغفر الله لنا ولك ..