الأحد، 21 ديسمبر 2014

الأزهر وتكفير داعش.. بقلم / طارق عبد الحميد







الأزهر وتكفير داعش
طارق عبد الحميد

تحيّر الكثيرون فى عدم تكفير الأزهر لداعش، وقال من قال من قادة الفكر فى الأزهر أن الأزهر لم يُكفر أحد من قبل، مع أن كثير منهم كفروا الخوارج، والمعتزله والشيعه والنصارى واليهود، وكل من لا يدين بدين الإسلام كما يدعون..
ومع أن الشيعه مسلمون، إلا أن الأزهر وبالتحديد مشايخ الأزهر يكفرون أغلب الشيعه إلا بعض الأئمه أثنوا على المذهب الإثنى عشرى .. والذى يخرج فيه الإمام الغائب"العسكرى"، بعد أكثر من ألف سنه من الكهف الذى يعيش فيه ويصبح المهدى المنتظر.
عموما ليس هذا موضوعنا الآن، ولكن موضوعنا بالتحديد لماذا لم يصدر الأزهر بيان بتكفير (داعش).  ذلك لأن الأمر يتعلق بالتعريفات اللغويه والفقهيه لمفهوم الكفر..
ولنبدأ باللغه...
 فالكفر لغة: الستر والتغطية. واصطلاحا: هو ما يضاد الإيمان من الأقوال والأفعال والاعتقادات. ولمعرفة حقيقة الكفر نسوق طرفاً من أقوال أهل العلم ــ كما يدعون ــ في تعريفه: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(20/86):
(الكفر: عدم الإيمان - باتفاق المسلمين - سواء اعتقد نقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئاً ولم يتكلم)
ويقول رحمه الله: (إنما الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم) درء تعارض العقل والنقل: 1/242
ويقول: (فتكذيب الرسول كفر، وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة أهل العلم) منهاج السنة: 5/251
ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/533) (والكفر تارة يكون بالنظر إلى عدم تصديق الرسول والإيمان به، وتارة بالنظر إلى عدم الإقرار بما أخبر به، ثم مجرد تصديقه في الخبر، والعلم بثبوت ما أخبر به، إذا لم يكن معه طاعة لأمره، لا باطناً ولا ظاهراً، ولا محبة لله ولا تعظيماً له، لم يكن ذلك إيماناً) انتهى بتصرف يسير
يقول ابن حزم -رحمه الله- في تعريف الكفر: (وهو في الدين صفة من جحد شيئاً مما افترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معاً، أو عمل عملاً جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان) الإحكام: 1/45 
       هذا هو تعريف الكفر لديهم، ويضيفون بأن هناك كفران .. أكبر وأصغر.
الكفر الأكبر
وهو يناقض الإيمان، ويخرج صاحبه من الإسلام، ويوجب الخلود في النار. وأنواعه كما يصفون.. خمسة أنواع..
1- كفر التكذيب ... وهو اعتقاد كذب الرسل عليهم السلام، فمن كذبهم فيما جاؤوا به ظاهرا أو باطنا فقد كفر، والدليل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَما جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ [العنكبوت:68.
2- كفر الإباء والاستكبار... وذلك بأن يكون عالما بصدق الرسول و لكن لا ينقاد لحكمه. وهكذا يعلون أقوال الرسول وكتب الصحاح على قول الله تعالى .
3- كفر الشك، وهو التردد، وعدم الجزم بصدق الرسل، ويقال له كفر الظن، وهو ضد الجزم واليقين.
4- كفر الإعراض، والمراد الإعراض الكلي عن الدين، بأن يعرض بسمعه وقلبه وعلمه عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَما أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ .(الأحقاف: 3)
5- كفر النفاق، والمراد النفاق الاعتقادي بأن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، والدليل قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (المنافقون 3)
الكفر الأضغر
       وهو كما يدعون غير مخرج من المله وهم كفر النعمة وكفر العشير والإحسان.. ومع ذلك النوع الأخير يدخل النساء النار خالدين فيها ..ولننظر الى ما قالوا ,, عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم" أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن فقيل: أيكفرن بالله... قال "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً، قالت ما رأيت خيراً قط"    
 .
     وتلك هى تعريفاتهم التى يعتمدون عليها فى تكفير البشر.. فكيف يكفرون داعش والتى تأخذ من البخارى وأحاديثه دينا لهم.. كيف يكفرون داعش وهم يعتمدون القتل والذبح منهاجاً لهم (روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له)) – وفي رواية –: ((بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ،وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذَّلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم).. وهكذا يتخذ الدواعش السيف منهاجا فى القتل والتنكيل بخصومهم ويعنبرون كل من يخالفهم من الكافرين ..
     والأزهر الشريف يعتمد تلك الدراسات لطلابه، فكيف يعترف يخطأ النهج الذى يدرسه، لماذا، علشان خاطر عيون داعش وأمثالهم من الإرهابيين.. كلا البته.. بل يقرهم تضامنياً دونما تكفير على أنهم قوم شهدوا أن لا إلاه إلا الله أيضا حسب الروايات (7713 - حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ، ثنا الحسن بن أحمد بن الليث ، ثنا أحمد بن شريح ، أنبأ محمد بن يونس اليمامي ، ثنا يحيى بن شعبة بن يزيد ، حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، عن أبيه ، عن جده - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ووجبت له الجنة"
وبناء عليه كل الدواعش من أصحاب الجنه لأنهم يقولون لا إله إلا الله.. كل هذا من خلال كتبهم زأحاديثهم الملفقه على رسول الله (ص).. كل ذلك كم خلال رواياتهم وإسرائيلياتهم التى زرعوها فى كتبهم الشيطانيه ورووها بدم آلاف البشر عبر تاريخهم الملوث..


وأنهى حديثى بآيات الله، وإن كنت أعلم أن صداها لن يصل إلا إلى أولى الألباب..  
أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا     (102)  قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104) أولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا .( الكهف (105) ..
ومن تلك الآيات لكم الحكم إن كانت داعش وكل من يؤمن بفكرها كافراً أم لا..