الأحد، 20 يناير 2013

القائل أم المقوله .. أيهما نصدق بقلم: طارق عبد الحميد


القائل أم المقوله ..
 أيهما نصدق


بقلم: طارق عبد الحميد


الى متى سنظل نُصدِّق القائل عن المقوله يعنى نصدق واحد قال كلام فارغ دون ان ننظر الى ما يقول. راجل الكل يعلم انه حرامى وافاق ونصاب و يقول إن الواحد لازم يعيش بشرف, نصدق الكلام الذى قاله مع انه حرامى لا يعيش بشرف أم نقول انه حرامى وكذّاب علشان كده كل ما يقوله كذب .. المقوله هنا حقيقية ، بالفعل الواحد لازم يعيش بشرف.
 لكن لو قام شيخ الشيوخ الرجل التقى، الورع، المحافظ،  الملتحى ـ ولا بلش الملتحى دى ـ  ليقول لنا مثلا ان السرقه فى بعض الاحيان حلال من اليهودى مثلا وإنك لو سرقت مليون جنيه علشان تعيش لخدمه الدين ومستور ولا تحتاج لاحد،  نصدق الشيخ التقى الورع  ولا ننظر لكلامه،  فما قاله فى هذه الحالة كذب وافتراء و ليس بالصدق فى شىء.
هكذا هو حالنا فلان صادق، فكل ما يقوله صدق لا يأتيه الباطل وفلان كاذب فكل ما يقوله كذب.. كيف يمكن ان تعيش أمة على مَرّ العصور بهذا المنطق ، والأخطر أن ياتى شخص و يقول فلان قال كذا وفلان هذا نعلم انه صادق، لم يكذب و يقول فلان انه قال ان القتل حلال ولاننا نصدق من قال ونعلم انه لا يكذب فنصدق ان القتل حلال  او السرقه حلال.
الأصل فى الموضوع انه يجب ان ننظر الى المقوله ذاتها  وان نضعها فى ميزان العقل، هل هذا الكلام  عاقل  وصحيح  ام ان الكلام الذى سمعناه خَبَلْ وكَذب و إفتراء..  هل صدق الكلام  فى القول ام فى القائل؟ والقائل الوحيد المصدق بلا أدنى شك أو ريب هو الله سبحانه وتعالى عما يشركون... أما من دونه فما هو الا بشر يخطئ ويصيب أليس كذلك.
يعنى بالبلدى كده مش كل حاجه تنقال عن حد نصدقها مهما كان هذا الحد أولا لانك مسمعتش منه أنه قالها ويمكن اللى نقل عنه كداب واللى سمع من اللى نقل عنه مسمعش صح فقال كلام تانى مختلف... يعنى لازم الكلام يدخل العقل قبل م نصدقه...
كل ما سبق ينطبق على ما نسمعه من مشايخ العصر والأوان وحكماء الأمه اللى لابسين دقن منها الطويل ومنها القصير منها الأبيض ومنها الأسود ومنها بلونين.. وكل واحد يطلع يقول حديث وينسبه الى رسول الله ويقولك حديث صحيح .. ليه بقى لأنه ورد فى الصحيحين البخارى ومين يا مؤمن ومسلم طبعاً.. طيب يا عم الشيخ الأحاديث اللى وردت فى الكافى وهو كتاب الأحاديث عند الشيعه يقول لك كلها غلط وكلام فارغ وغير صحيحه لأن الكافى كاتب للشيعه والبخارى كاتب للسنه أهل السنه والجماعه زى ما بيقولوا ..
وعندما ترى أى شخص يتحداهم أن يأتوا بدليل واحد على صحة الحديث الذى يقولون.. لا ترى إلا أنهم يتهمونك بالكفر وإنكار السُنَّه ويقولون لك " لا عقل مع نَص" يعنى ضع عقلك فى الدولاب عندما تسمع الحديث.. ولا تجادل لأنك لو جادلت تبقى مُنْكِر للسُنّه والحديث ...
أقول لهؤلاء أنتم أجهل خلق الله بكتاب الله الذى يأمرنا بالتفكُر والتدبُر، وأن نُعمل عقلنا فى كل شئ، حتى فى قول الله لنا، علينا أن نتدبره ونفهم معانيه ومراده.. أما أن نقدس البخارى على القرآن فهذا هو الكفر بعينه..
يا ساده لا تصدقوا كل ما يُقال قبل أن تتدبروه جيداً.