الخميس، 23 أبريل 2015

.. إسلام الله لا إسلام البشر -3- أكذوبة العبيد وملك اليمين




إسلام الله
 لا إسلام البشر -3-
قراءه فى كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى...
أكذوبة العبيد وملك اليمين
كتبه/ طارق عبد الحميد

أثيرت في الآونة الأخيرة في مصر والوطن العربى مسألة العبيد وملك اليمين، وذلك من خلال تساؤل كثير ممن ألحدوا ــ كما يطلقون عليهم ــ أو ممن يتشككون فى حقيقة كتاب الله المنزل..
وقد أورد المهندس عدنان فى مقال له، شرح كامل لمسألة العبيد وملك اليمين، وفندها تفنيدا جيداً من خلال أسلوب ومنهج بحثه المعتمد أساساً على كتاب الله وحده دون النظر فى الموروث الفاسد الذى أفسد ديننا مع الأسف..
يقول الكاتب فى معرض حديثه عن المسأله .." في فقهنا وتفاسيرنا ، قالوا :  تسبى النساء في الحروب ، ويتحولن إلى ملك يمين يتم  وطؤهن  دون عقد نكاح على الرغم من أنوفهن ، حتى المتزو جات منهن، ويتم بيعهن  وشراؤهن  كالحيوانات ، وباستطاعة مالكهن  أن يبيع وطأهن  لغيره ، مع بقاء خدمتهن  للمالك ، وما يلدن من غير المالك هم عبيد للمالك ، ذكوراً كانوا أم إناثاً، ووضعوا تشريعات  خاصةً  لهذه المسألة ، بحيث يستطيع الرجل أن يطأ العدد الذي يريد من النساء تحت مظلة ملك اليمين ، وبحيث يخرج من يزني بملك يمين عن أحكام الزنى التي شرعها الله تعالى في كتابه الكريم ، وبالتالي  يستثنى بذلك ملك اليمين من الأحكام التي يحملها كتاب الله تعالى القرآن الكريم..
بمعنى أن القضيه التى لفقوها على كتاب الله كان الغرض منها الإستمتاع الجنسى فقط لا غير... ويضيف الكاتب " وذهبوا إلى أنَّ عورة المملوكة تختلف عن عورة الحرة ، فعورة المملوكة ( عندهم  )أشبه بعورة الرجل ( من السره إلى الركبة ، ووضعوا أحكاماً في ذلك لا يقبلها عقل ولا تستسيغها فطرة نقيه لأي  إنسان مهما كان معتقده .  والمسألة التي تضع العقل في الكف ، هي أنَّ دخول هؤلاء المملوكين ( ذكوراً كانوا أم إناثاً ) في الدين الإسلامي بعد سبيهم ، لا  يخرجهم من إطار الانصياع للأحكام الظالمة ، التي تمّ تلبيسها وافتراؤها على منهج الله تعالى .. فحتى   الدين الإسلامي ذاته حسب التشريعات الوضعية الخاصه   بالعبيد وملك اليمين لا يحمي أعراضهم ، ولا يصون كرامتهم ، ولا يحفظ أموالهم ..
        بإختصار شديد هؤلاء أخرجوا من إطار الإنسانيه تماما حسب ذلك الفقه الذى إخترعوه .. نعم إخترعوه.. ويضيف الأستاذ/ عدنان قائلا " باختصارٍ شديد .. العبيد وملك اليمين من منظار التشريعات الوضعيه التي  لبست  ظلماً على الإسلام  هم خارج إطار الإنسانيه ، وخارج إطار أحكام كتاب الله تعالى .. وإن قال قائل : ما فائدة البحث في هذه المسائل،  في زمنٍ تلاشت فيه ، ولم يعد هناك عبيد وملك يمين ؟ .. وما هي فائدة هذا البحث بعد قرون عديدة من التأطير الفقهي لهذه المسائل ؟ .. وما هو العمق الذي من الممكن أن  نضيفه لفكرنا الإسلامي عبر إعادة بحث هذه المسائل ؟ ..
ونقول : إنَّ القرآن الكريم بكلِّ عبارة فيه ليس   مؤطَّراً في سجن التاريخ والزمان
والمكان ، وإننا نرى في أي عبارة قرآنية إسقاطات تمتد  في كلِّ زمان  ومكان وحتى لو سلّمنا جدلاً للمنظار التاريخي الذي ينظر منه عابدو أصنام التاريخ لكتاب الله تعالى، فنحن تعنينا تبرئة القرآن الكريم مما أُلصق به من تفاسير ظالمة لا يحملها ، لا من قريب ولا من بعيد ، لأننا نؤمن أنَّ قدسيه القرآن الكريم وصلاحيةَ أحكامه ، فوق التاريخ ، وأنَّ القرآن الكريم فى قديسته وحكمهً وعدلهً  لا يختلف ماضيه عن حاضره وعن مستقبله .. فهذه النصوص القرآنيه التي  يتوهمها  عابدو أصنام التاريخ ضمن إطار أحداث منتهية ، نقرؤها في كلِّ زمان ومكان ، وتدبرنا لها في كلِّ زمان ومكان، هو عبادةٌ يأمرنا الله تعالى  .. ونحن نؤمن أنَّ أحكام هذه النصوص القرآنيه لها إسقاطا في كلِّ زمان  ومكان ".
       
ملك اليمين لا يعنى أبداً ملك الوطئ، دون عقد نكاح شرعى حيث أنهم زعموا أن المملوكه يتم وطؤها دون عقد نكاح.. ويبدأ كاتب الموضوع فى شرح نظريته مستدلا بكتاب الله فيقول: " يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَكَحۡتُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ ثُمَّ طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمۡ عَلَيۡهِنَّ مِنۡ عِدَّةٍ۬ تَعۡتَدُّونَہَاۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحً۬ا جَمِيلاً۬ (٤٩)..الأحزاب
ويبدأ موضوعه شارحا أن النكاح هو العقد فقط بدليل (قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ) التى وردت ضمن سياق الآيه وهذا دليله على أن كلمة نكاح لا تعنى الوطئ.. ويضيف الكاتب الدليل الثاتى فى قول الله تعالى " وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلاً أَن يَنڪِحَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَـٰنُكُم مِّن فَتَيَـٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ‌ۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَـٰنِكُم‌ۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٍ۬‌ۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَـٰتٍ غَيۡرَ مُسَـٰفِحَـٰتٍ۬ وَلَا مُتَّخِذَٲتِ أَخۡدَانٍ۬‌ۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَـٰحِشَةٍ۬ فَعَلَيۡہِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ‌ۚ ذَٲلِكَ لِمَنۡ خَشِىَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡ‌ۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٌ۬ لَّكُمۡ‌ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ۬ رَّحِيمٌ۬ (٢٥) النساء .. وهنا نرى عباره لها معناها الواضح وضوح الشمس والتى تقول (فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ) وهى توضح أن العقد يحب أن يكون بإذن أهلهن وأن يتم دفع المهر كاملا وبالمعروف..
وبناء عليه، كيف يمكن لمسلم مؤمن، عاقل، يتدبر آيات الله كما أمره، يصر على أنه يمكنه نكاح (زواج) ووطئ (الدخول بها) دون إذن أهلها وذلك فقط من أجل موروث، وأخطاء الأقدمين بتفسيراتهم وتبريراتهم الشيطانيه من أجل متعه جنسيه بحته، له، ولولاة الأمر..
وهناك دليل آخر أضافه الكاتب والمفكر والباحث المهندس/ عدنان الرفاعى فى بحثه هذا المستنبط فقط من كتاب الله المنزل.. فيقول تعالى " وَلَا تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُڪُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا قَدۡ سَلَفَ‌ۚ إِنَّهُ ۥ ڪَانَ فَـٰحِشَةً۬ وَمَقۡتً۬ا وَسَآءَ سَبِيلاً (٢٢) النساء.
ويستشهد هنا بسؤال.. أليس توريث الإماء والعبيد من شريعتهم، فإذا كانت الأمه ضمن ميراث الإبن كيف له أن ينكح من وطئ أبوه من قبل، أليس هذا مخالف لما أمر به الله..ولكنهم يستكبرون امام الحق المبين.
ويستمر الكاتب فى طرح نظريته إلى أن يصل الى أوامر الله فى الأسرى، ويقول:- وهناك مقدمة أخرى تمَّ الانطلاق منها في الفقه الموروث والتفسير الموروث، وهي حق السبي في الحروب ، والإتيان بالرجال والنساء والأطفال سبايا وتحويلهم إلى عبيد وملك يمين .. فمسألة سبي البشر في الحروب وتحويلهم إلى رق، ووطء نسائهم دون عقد نكاح ، لا وجود لها على الإطلاق في القرآن الكريم .. والآية التالية تؤكّد هذه الحقيقة ." فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا‌ۚ.....) 4 محمد
الله يقول (فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآء).. هذه عاقبة الأسرى فمن أين أتيتم بالسبى الذى تتهمون به دين الله.
هذا ملخص للموضوع ويوضح أن السبى والعبيد وملك اليمين ما هى إلا موروثات ملوثه ورثناها كابر عن كابر من الذين من قبلنا دون وعى منا ودون نقاش مستنير ومتحضر فى دلالات كلمات الله للبشر أجمعين..
للمزيد إقرأ الرابط التالى..