الاثنين، 16 سبتمبر 2013

-2- الماضى ... طريق الى المستقبل



-2- الماضى ...
   طريق الى المستقبل
        
رأي محمد علي ضرورة أن ينفرد بالحكم دون وصاية شعبية،  وأخذ يترقب الوقت للتخلص من السيد عمر مكرم. وساعده علي ذلك الانقسامات في الزعامة الشعبية، فقد أخذ منافسوعمرمكرم يدسون له عند محمد علي ــ ويبدوا أنها عاده عند بعض المصريين لا ينفكون عن التخلص منها حتى اللآن ــ الذي عمل بدوره علي زيادة الانقسامات بين الزعامات الشعبية.
حانت الفرصة لمحمد علي عندما انخفض منسوب النيل في أغسطس 1808م فساءت الأحوال وارتفعت الأسعار وزادت الحكومة الضرائب فأحتج الناس لدي العلماء، و طالب العلماء بدورهم محمد علي بتخفيف الأزمة عن طريق عدم تحصيل الضرائب المقررة ، فنهرهم محمد علي.
  واتخذ محمد علي عدة قرارات تتعلق بالضرائب والملكية تحقق له أغراض السيطرة والانفراد بالحكم وهي:
·       فرض ضريبة المال الميري علي الأراضي الموقوفة للملتزمين وأطيان الأوسية.
·       الاستيلاء علي الأطيان التي لا يثبت أصحابها حجج ملكيتها.
·       إلزام الملتزمين بتقديم نصف فائض الإلتزام و نصف صافي إيراد الأطيان
·       فرض ضريبة تمغة علي المنسوجات والأواني والمصوغات
وكان لابد من موافقة السيد عمر مكرم علي هذه القرارات حتي تصبح نافذة وفقاً لشروط التولية. ولكم عمر مكرم رفض التباحث مع محمد علي. وانتهزت العناصر المنافسة لعمر مكرم الفرصة وأوغرت صدر محمد علي علي عمر مكرم وتفهمه أن عمر مكرم مجرد فرد عادي يمكن استبداله. فأقدم محمد علي علي خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وارساله إلي دمياط سنة 1809 وتولية محمد السادات مكانه. وأصبح السادات أداة طيعة في يد محمد علي.
بعد خلع عمر مكرم من زعامته الشعبية لم يبقي لمحمد علي سوي المماليك لينفرد بحكم مصر. وكان محمد علي قد أغري المماليك بترك الصعيد والإقامة في مصر حتي يكونوا تحت سمعه وبصره.
  وعندما أرسل السلطان العثماني إلي محمد علي ليجهز جيشاً يرسله إلي الجحاز للقضاء علي الحركة الوهابية التي انتشرت في الحجاز واجتاحت مكة والمدينة، خشي محمد علي أن ينتهز المماليك فرصة خروج الجيش إلي الحجاز ويهاجموه ، كما أنه علم من جواسيسه أن المماليك يتآمرون لاغتياله.
   وعلي هذا دبر محمد علي أمر التخلص منهم نهائياً، إذ دعاهم إلي الاحتفال بالقلعة بمناسبة خروج الجيش المصري بقيادة ابنه طوسون إلي الحجاز. وكان عدد المماليك الذين حضروا يقارب 500 مملوك.
 وبعد انتهام مراسم الاحتفال حوصرت فرق المماليك و قُتلوا جميعاً إلا من استطاع الهرب وكان ذلك في 10 صفر 1226هـ الموافق 11 مارس 1811م. كما أصدر محمد علي أوامره إلي حكام المديريات بقتل كل من يعثرون عليه من المماليك في مدرياتهم. ويقدر عدد من أُغتيل من أمراء المماليك في تلك الليلة بألف رجل في جميع أنحاء مصر.
 وما أن خرجت أخبار المذبحة من القلعة حتي سارع عامة المماليك بالفرار والتخفي في قري مصر حيث ذابوا في وسط الفلاحين.
   وتعتبر مذبحة المماليك أكبر عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديث، وبالرغم من بشاعتها إلا أنها خلصت المصريين من نفوذ المماليك الذي ظل طاغياً علي البلاد ستة قرون منذ مقتل شجر الدر وتولي عز الدين أيبك عرش مصر عام 1250م .



وهنا علينا أن نتوقف عند نقاط هامه ونحللها ..
·       لماذا أراد محمد على الإنفراد بالحكم دون وصايه شعبيه؟
·       لماذا أعد العُده لحربه على الوهابيه؟
·       لماذا تخلص من المماليك؟ وهل كانوا عائقاً أمام خططه المستقبليه؟



ليست هناك تعليقات: