الأحد، 14 أبريل 2013

هكذا أفهم كلام الله وقوله سبحانه.. طارق عبد الحميد




هكذا أفهم كلام الله
 وقوله سبحانه..

طارق عبد الحميد
علينا عندما نقرأ القرآن وهو كلام الله وقول الله ان لا ننظر اليه من المنظور التاريخى والروايات التاريخيه وأوهام عابدى أصنام التاريخ .. فالآيه الكريمه من سورة التوبه رقم 100 تقول " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الۡمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَانٍ رَّضِىَ اللّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّاتٍ تَجۡرِى تَحۡتَهَا الأَنۡهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الۡفَوۡزُ الۡعَظِيمُ " . فهذه الآيه الكريمه لا تعنى كل من صاحب النبى (ص) كما يذهب الكثيرون ففى حال قراءتها هكذا لن تتجاوز الآيه الجيل الأول ... كما أن كلمة ( من ) فى الآيه  وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الۡمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ.. تعنى بالقطع جزء من الكل ولا تعنى كل المهاجرين والأنصار إذا أردنا قراءتها على نحو تاريخى فكلمة من تفيد التبعيض ولهذا تبعها الله بالآية التاليه مباشرة ــ والتى أغفلها الكثير من المفسرين غير متعمدين والله أعلم ــ وتقول الآيه 101 من نفس السوره " وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ الأَعۡرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنۡ أَهۡلِ الۡمَدِينَةِ مَرَدُوا۟ عَلَىٰ النِّفَاقِ لاَ تَعۡلَمُهُمۡ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" ..
ألا تنطبق نفس الآيه مع ما تم إتباعه من تعريف للصحابه فى هذا الزمان .. ألم يوجد بينهم منافقين لا يعلمهم رسول الله وكانوا من المهاجرين والأنصار على حد سواء ... وكيف فصلوا تفسيرات الآيه الأولى عن الآيه التاليه لها ..
فى الآيه نرى "  وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الۡمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَانٍ" أن كلمة إتبعوهم ترد بصيغة الماضى وبالتالى يخرج التفسير التاريخى من الحساب لأنه إذا كان صحيحا كان يجب أن تكون الآيه { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين يتبعوهم بإحسان } .. ولماذا نزلت تلك الآيه فى هؤلاء فى هذا الزمان كما يدعون وتتحدث عن السابقون ، فهم لم يسبقهم أحد فى هذا الوقت .. بمعنى عندما قرأ أبو بكر { رضى الله عنه} هذه الآيه من منكم كان سابقا له فى الإيمان .. ألم يكن من أوائل المسلمين ولكنه أيضا لم يكن أول المهاجرين ..
وبناء عليه فالسبق المعنى فى هذه الآيه ــ كما أقرأها ــ هو السبق الإيمانى وهو سبق القربى من الله تعالى ومن الممكن أن يدخل تلك الساحه أى إنسان الآن أو غدا .. وحيث أن كلمة السابقون هى فى الأصل إسم فاعل على وزن ( فاعلون ) فالسبق هو عمل وفعل يقوم به شخص ما يبغى مرضاة الله تعالى ..
ونرى فى سوره الواقعه أيضا نفس العبارات تقريبا  وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 12 ) ثُلة مِنَ الأَوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ ( 14 )
وعليه فالسابقون لا تعنى أبدا جميع الصحابه على إطلاقهم ولا يريد الله به زمناً محددا بل الله يتحدث الى كل البشر فى كل زمان ومكان ..


من كتاب محطات فى سبيل الحكمه .. لعدنان الرفاعى
هكذا أفهم كلام الله وقوله ..

ليست هناك تعليقات: