الأحد، 14 أبريل 2013

هكذا أفهم كلام الله طارق عبد الحميد




هكذا أفهم كلام الله
طارق عبد الحميد

           يقول تعالى : "وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَاكُمۡ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَىٰ النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدًا وَمَا جَعَلۡنَا الۡقِبۡلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيۡهَا إِلاَّ لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَىٰ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمۡ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرءوفٌ رَّحِيمٌ " البقره 143
عندما أقرأ هذه الآيه أتوقف كثيرا عند كلمات معينه ومنها :
( جعلناكم أمه وسطا ) وأمَّه هنا معناها منهجا ونبراسا وليس تفضيل لأمة العرب على غيرها من الأمم حيث أن الرسول بُعث للبشريه كافه وليس لأمه قريش والجزيره ــ أليس كذلك ــ وقد قال الله فى كتابه أيضاً ( إن ابراهيم كان أُمّه ) هل معنى هذا أنه كان قوميه أم منهجاً... ثم يقول الله (ويكون الرسول عليكم شهيدا) وأعتقد أن الله يقصد بها الرساله التى بعثت لنا وكلامه للبشر وهو القرآن الكريم، فكيف يكون محمد صلى الله عليه وسلم شهيدا على الأمه بعد آلاف السنين من وفاته.. وقد بين الله لنا هذا فى موضع آخر للمقارنه حيث قال جل وعلا..

( وَإِذۡ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَىٰ ابۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبۡحَانَكَ مَا يَكُونُ لِى أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِى بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلۡتُهُ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُ تَعۡلَمُ مَا فِى نَفۡسِى وَلاَ أَعۡلَمُ مَا فِى نَفۡسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الۡغُيُوبِ*116 مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( 117 * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 118 *سورة المائده..

         وهنا نرى أن عيسى بن مريم عليه السلام كان شهيدا عليهم لما كان فيهم، فلما توفاه الله كان الله هو الرقيب عليهم.. هكذا يقول الله لنا، وهنا يظهر أن الرسول المقصود بالآيه القرآن الكريم قول الله للبشر..
أما لفظ القبله والتى يعتقد الكثير من الناس أن المقصود بها فقط المسجد الحرام, ولكن القبله تعبر عن الإتجاه وهى من الجذر اللقوى ( ق ب ل ) فأنت مثلا مُقبل على فعل شئ من أى تتوجه الى عمل ما، شاب مُقْبِل على الزواج أى فى طريقه ليتزوج.. وهنا تكون القبله معناها الوجهه التى تبحث عنها وتؤمن بأنها الوجهه الصحيحه التى عليها إيمانك..
ويظهر هذا الأمر واضحا وجليا فى الآيات التى تسبق وتتلوا تلك الآيه فى سورة البقره وتقول ..

أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 140 )
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 141 )
سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 142 )
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 143 )
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ( 144 )
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ( 145 )
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 146 )
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( 147 )
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 148 )
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 149 )
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 150 )
ولكل وجهة هو موليها.. فما هى قبلة اليهود يا ساده .. هل يولون وجوههم الى القدس حين يصلون.. أم يولى المسيحيون وجوههم الى بيت لحم مثلا .. فتلك خاصيه إختص بها الله المسلمين حين يصلون فقط .. ولكن الله يوضح الأمر فى الآيه 148 فيقول (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) أى أن لكلٍ مذهب وشرعه وجِهه، وعليكم أن تستبقوا الخيرات وأن تعملوا من الخير الكثير حتى تُكتب لكم الجنه ...
وبالعوده الى الآيه 145 لنجد أن ما أرمى إليه قد يكون صحيحا إذ يقول تعالى (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) فلم نعلم لليهود أو المسيحيين قبله كالتى فى مكه .. وهل الأمر مقصور على صلاتهم تجاه مكه المكرمه .. بالطبع لا .. بل فى وجهتهم التى يتجهون إليها .. أهى لله أم لغير الله ...

ليست هناك تعليقات: