الاثنين، 23 سبتمبر 2013

8 الماضى .. طريق الى المستقبل عباس حلمي الأول





8 الماضى .. طريق الى المستقبل

عباس حلمي الأول


       عباس باشا الأول  ولد فى 1813 وتوفى 1854 يوليو، حاكم مصر بين عامي 1848 الى 1854، وأحد حكام الأسرة العلوية التابعة اسميا للدولة العثمانية، ويعتبر البعض عهده عهد من عهود الرجعية وقفت فيه حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا.
       ولد بجده، ( السعوديه حالياً) وهو ابن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا.  وسمى بإسمه شارع شهير فى شبرا مصر" شارع طوسون" لم يرث عن جده مواهبه وعبقريته، ولم يشبه عمه إبراهيم في عظمته وبطولته، بل كان قبل ولايته الحكم وبعد أن تولاه بلا مزايا أو صفات تجعل منه ملكًا أو حاكما عظيمًا يضطلع بأعباء الحكم ويسلك بالبلاد سبيل التقدم والنهضة.
       ومن الجهة الحربية اشترك مع عمه إبراهيم باشا في الحرب في الشام، وقاد فيها إحدى الفيالق، ولكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة الممتازة. وبالتالي لم تكن له ميزة تلفت النظر، سوى أنه حفيد رجل أسس ملكًا كبيرًا فصار إليه هذا الملك.
       تولى الحكم لمدة خمس سنوات تقريباً، وكان يبدو خلالها غريب الأطوار، شاذًا في حياته، فيه ميل إلي القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثير ما يأوي إلى العزلة، ويحتجب بين جدران قصوره. وكان يتخير لبنائها الجهات الموغلة في الصحراء أو البعيدة عن الأنس، ففيما عدا سراي الخرنفش وسراي الحلمية بالقاهرة، حيث بني قصرًا بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة والتي سميت من ذلك الحين باسمه، وكانت في ذالك الوقت في جوف الصحراء، وقد شاهد الميسو فرديناند دي لسبس هذا القصر سنة 1855 فراعته وضخامته وذكر أن نوافذه بلغت 2000 نافذة، وهذا وحده يعطينا فكرة عن عظمة القصر وإتساعه، فكأنه بني لنفسه مدينة في الصحراء، كما بني قصرًا أخر نائيًا في الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ولا تزال أثاره باقية إلى اليوم. وقصر بالعطف ، كما بني قصرًا في بنها على ضفاف النيل بعيدا عن المدينة، وهو القصر الذي قُتِلَ فيه.
وانتشرت الجاسوسية في عهده انتشارًا مخيفًا، ــ وهنا يجدر الإشاره بكيف بدأت القوى الدوليه للتغلغل فى مصر ومصالحها بعدما إكتشفت عبقرية هذا الموقع ومكانه، كذلك خوفها من تكرار حلم الإمبراطوريه المصريه العظمى، وسوف نفرد لها موضوعا خاصا عندما نتحدث عن ثورة عرابى إن شاء الله والتى بعدها تم إحتلال مصر عام 1882.ــ فصار الرجل لا يأمن على نفسه من صاحبه وصديقه، وكان من يغضب عليه ينفيه إلى السودان ويصادر أملاكه. وكان مولعًا بركوب الخيل، ويقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء، وله ولع شديد باقتناء الجياد الكريمة حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعني بتربيتها عناية كبرى، وبني لها الاصطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل.
       تراجعت حركة النهضة والتقدم في عهده، إذ أن محمد علي كان يستعين بذوي العلم والخبرة من الفرنسيين في معظم مشاريع الإصلاح لكنه لكونه لم يفكر في تعهد هذه الإصلاحات قام بإقصاء معظم هؤلاء الخبراء واستغني عنهم،واستعان بأهل الثقه  وقد تضائل النفوذ الفرنسي في عهده وعلى العكس من انحسار النفوذ الفرنسي، فقد بدأ النفوذ الإنجليزي في عهده علي يد القنصل البريطاني في مصر "مستر مري"، حيث كان له تأثير كبير عليه وله عنده كلمة مسموعة. ولا يعرف السبب الحقيقي لهذه المنزلة سوي أنه نتيجة المصادفة، إلا إنه قيل إنه كان يستعين به في السعي لدى الحكومة العثمانية بواسطة سفير إنجلترا لتغيير نظام وراثته العرش كي يؤول إلى ابنه "إلهامي"، وفي رواية أخرى إنه كان يستعين به وبالحكومة الإنجليزية ليمنع تدخل الدولة العثمانية في شئون مصر، إذ كانت تريد تطبيق القانون الأساسي المعروف بالتنظيمات على مصر.
علاقاته بالمنهج السلفي الوهابى في الجزيرة العربية
وللأسف الشديد كان مؤيدًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقام بتهريب أحد أبنائه أثناء وجوده في السجون المصرية بعد أسره في المعركة التي خاضها إبراهيم باشا ضد الدولة السعودية الأولى. كما قام بإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر.
وفاته
تم إغتياله كانت في قصرة في بنها وخلفه عمه محمد سعيد باشا..
ونلاحظ هنا أمران:
الأول : علاقته ببريطانيا والقائم بأعمالها وقنصلها فى مصر..
الثانى: علاقته بالحركه الوهابيه صنيعة الإنجليز، وكيف بدأ الإنجليز فى الوصول الى حوارى مصر وأهلها عن طريق تلك الحركه الفكريه التكفيريه.
وسوف نتناولهم بالتحليل فيما بعد..
طارق عبد الحميد


      

ليست هناك تعليقات: