الجمعة، 27 سبتمبر 2013

مصر لن تعود الى الماضى.. مصر للمستقبل بقلم/ طارق عبد الحميد





مصر لن تعود الى الماضى..
مصر للمستقبل





بقلم/ طارق عبد الحميد

   يحاول البعض الآن إعادة مصر الى زمن غير الزمن، الى ماضى لن يعود، وإن كان علينا أن نقرأ التاريخ لنعتبر فقط وليس لإعادة إنتاجه.
     يحاول بعض الناصريين الآن ومن يؤمنون بجمال عبد الناصر وكأنه المهدى المنتظر، يحاولون الإيحاء للفريق السيسى بأن يلبس عباءه عبد الناصر ويتشبه به.  وأتمنى بل وأرجو أن ينتبه السيسى لهذا الكمين الذى يسعون أن يلقوا به فى إتجاهه..
فلا يصح إطلاقا أن نعيد عجلات التاريخ للخلف، وأن نعيد عقارب الزمن للوراء، الى زمن الخمسينات والستينات، فالمصريين الآن ليسوا هم من عاشوا فى هذا الزمن، فقد مر عليه خمسين سنه وأكثر، بمعنى أننا فى الجيل الثالث من تلك الحقبه، شباب مصر الآن أحلامه مختلفه عن أحلام عواجيز الفرح الذين ما زالوا يعيشون ويقتاتون من تلك الحقبه بما فيها وما عليها، وإن كانوا لا يرون إلا ما فيها ويشيحون بوجوههم عما سواه.     الناصريون مَثلُهم كمثل المتأسلمون وإن إختلف الزمن والأيديولوجيه، فالأول يرى فى الستينات الملاذ والمتأسلمون يرون فى القرن الأول والثانى الهجرى الملاذ... ــ والإثنين هيلبسونا فى الحيط ــ لأن التاريخ حين يمر يبنى لنفسه جدارا خلفنا كى لا نعبر اليه، ولكننا لأنهم يريدون أن يعودوا بنا الى الخلف، فبالتأكيد هنلبس فى الحيط.
     عبد الناصر بنى الف مصنع، تمام، زاد من أفراد الطبقه المتوسطه، تمام، وجعل منها طبقه عامله وفاعله فى خدمة الدوله، تمام، ووزع 5 فدادين بقانون الإصلاح الزراعى... تمام، تمام، تمام ...  لكن محمد على باشا فعل نفس الشئ تقريبا قبله وزع من 3 الى 5 أفدنه على الفلاخين ـ اقصد الفلاحين ـ على ان يدفعوا الضريبه المفروضه على الارض آن ذاك، بعدما قضى على المماليك.. أقام المصانع وبالذات مصانع السلاح والترسانه البحريه ومصانع السكر وخلافه.. أقام جيشا مصرياً كانت تتحدث عنه إمبراطوريات العالم آن ذاك.. إستعان بالخبراء الأجانب وأرسل البعثات، كما فعل عبد الناصر ولكن قبله بـ 150 سنه تقريباً.. وهُزِمَ محمد على فى أوربا وأجبرته الإمبراطوريه الإنجليزيه والبروسيه والعثمانيه على الإنسحاب حتى عكا ولا يزيد من نطاقه عن هذا.. وكذلك هُزِمَ عبد الناصر ومعه العرب كلهم تقريباً فى حربهم مع إسرائيل 1967 وإستولت إسرائيل على فلسطين كلها..
     لماذا هزمنا فى 67، قالوا ما قالوا ولكن الأساس أن عبد الناصر إستعان بأهل الثقه أكثر من إستعانته بأهل الخبره، وعندما كان يستعين بأهل الخبره كان يضعهم تحت رقابه قاسيه.. فلم يكن يجرؤ أحد أن يتكلم أو يتحدث فى شئ، والمثل الدائر أيامها {اسكت.. الحيطان ليها ودان } أى أن الحوائط المغلقه ما كانت تحجب شيئاً عن أجهزته المخابراتيه والمباحث العامه أيامها وغيرها من الأجهزه الرقابيه..
     فعلى الفريق السيسي أن يكون السيسي وليس شخص آخر، وأن ينظر الى الأمام، ولا مانع من أن يقرأ التاريخ ليعتبر منه ويتعلم من أخطاء الذين سبقوه.. ولا نصل من الناصريين الجدد لمرحلة " إما السيسي أو حمدين " لأنهما يشبهان عبد الناصر..
     وعلى الناس ان يطلبوا ممن يحكم مصر أن يكون حبه الأول مصر أكثر من حبه لنفسه، وأن يكون حلمه الأول مصر وليست أحلاما شخصيه ويحاول أن يزرعها فى عقول شعبه.. سواء كانت أحلاماً توسعيه كأحلام محمد على، أو أحلاماً زعاماتيه كأحلام عبد الناصر.. فإذا كانت مصر رائده للدول العربيه فلا يجب أن نجعل منها زعيمه على تلك الدول والشعوب، فهم لهم أحلامهم أيضاً التى يريدون تحقيقها لا أن نفرض عليهم حلمنا نحن  وعليهم أن يحققوه معنا.. فمصر أولا ومصر ثانياً .... وتحيا مصر حره مستقله..
     وفى النهايه أقول للمطبلين والمزمرين ..
مصر لن تعود للماضى
مصر الى المستقبل بإذن الله..
وربنا معاكى يا حبيبتى..

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...




( يسلم فمك )



( مي فوزي )