الأربعاء، 3 يونيو 2015

إسلام الله لا إسلام البشر 6/ جـ أكذوبة الناسخ والمنسوخ



إسلام الله
 لا إسلام البشر
6/ جـ
قراءه فى كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى...

أكذوبة الناسخ والمنسوخ

عرض يقدمه / طارق عبد الحميد

وفى القراءة السابقه،  قلنا أننا سنعرض بعضَ الآياتِ التي زعموا نسخَها، حين ذلك سنرى أنّ مسألةَ الناسِخِ والمنسوخِ سببُها عدمُ الإدراكِ الحقيقيِّ لدلالاتِ كتابِ اللهِ تعالى..
وهنا يقول المهندس عدنان الرفاعى فى دراسته : " إنّ من أكثرِ المسائلِ التي يحتجّون بها في مسألةِ الناسخِ والمنسوخ ، هي مسألةُ الخمرِ، فقالوا إنّ الصورةَ القرآنيّةَ  ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) ( البقرة : من الآية 219 ) منسوخةٌ ، لأنّها –  حسب زعمِهم – تُبيحُ شُربَ الخمرِ، وقد بيّنت في النظريّةِ الثالثةِ ( الحقّ المطلق ) أنّ هذه الصورةَ القرآنيّةَ تُحرّمُ الخمرَ ، وذلك بالتكاملِ مع الصورةِ القرآنيّةِ التاليةِ . (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ( الأعراف : من الآية 33 ) فاللهُ تعالى يقولُ في الصورةِ القرآنيّةِ الأولى : إنّ الخمرَ فيه إثمٌ كبيرٌ ، ويقولُ في الصورةِ القرآنيّةِ الثانية : إنّ الإثمَ حرامٌ .. وهكذا يكونُ الخمرُ محرّماً.
وقالوا أيضاً إنّ الصورةَ القرآنيّةَ التاليةَ منسوخةٌ .. ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ  )  ( النساء : من الآية 43 ) ، فزعموا أنّها تحملُ حُكماً بشربِ الخمرِ شريطةَ عدمِ حصولِ السكرِ أثناءَ الصلاة .. وقد بيّنتُ أنّ السكرَ المعنيَّ في هذه الصورةِ القرآنيّةِ ، بل وفي القرآنِ الكريمِ بشكلٍ عامٍّ ، هو سدُّ منافذِ الإدراكِ بحيث لا يعلمُ الإنسانُ ما يقولُ ، وهذا ما تنطقُ به العبارةُ القرآنيّةُ ( حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ  )  ، فكلُّ من لا يعلمُ ما يقولُ هو في حالةِ سُكارى ، والصورُ القرآنيّةُ التاليةُ تؤكّدُ هذه الحقيقة ..
( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ) ( الحجر : 14- 15)
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ( الحجر : 72 )
( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) ( الحج : 2 )
( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) ( ق ّ: 19 )
وفى هذا تأكيد على أن كلمة سكارى لا تعنى فقط السكر من الخمر، بل من أى شئ يفقد الإنسان الوعى والإدراك. والآيه التاليه تؤكد ما ذهب الباحث إليه.. فيقول تعالى : (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلوةَ إِنَّ الصَّلوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَباً مَوْقُوتاً ) (النساء : من الآية 103 )
  ثم ينطلق الكاتب إلى موضع آخر فى كتاب الله تعالى ويقول:- "وقالوا أيضاً إنّ الآيةَ الكريمةَ التاليةَ منسوخةٌ .. ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( البقرة :240 ) ، فتوهّموا أنّ هذه الآيةَ الكريمةَ تحملُ حُكمَ عدّةِ المُتَوفَّى عنها زوجُها لسنةٍ كاملةٍ ، وقالوا نسختها الآيةُ الكريمةُ التاليةُ ..  ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ    ( البقرة : 234 ) ..
وقد بيّنتُ في النظريّةِ الثالثةِ ( الحقّ المطلق ) أنّ الآيةَ المزعومُ نسخُها هي آيةٌ تحملُ حُكماً يُوصي به اللهُ تعالى وصيّةً للمتوفّى عنها زوجُها ، وبحيث يكونُ لها الخيارُ في الأخذِ بهذا الحكمِ،  بأن تبقى في بيتِ زوجِها ( المتوفَّى ) حولاً كاملاً تتمتّعُ بحقِّ النفقةِ والسكنِ، إضافةً إلى حقِّها في الميراثِ ، ذلك الحقِّ المبيَّنِ في آياتٍ أُخرى، ولها الحقّ في عدمِ الأخذِ بهذا الحكم، فإنْ هي خرجَتْ واستغنتْ عن هذا الحقّ، فلا جُناحَ في ذلك، وهذا الحكمُ ( سواءٌ عملت به أم لم تعمل ) صالحٌ لكلّ زمانٍ ومكان .. بينما الآية التى زعموا أنّها ناسخةٌ ، هي التي تحملُ حُكمَ عدّةِ المتوفّى عنها زوجُها .. وهكذا تكونُ المرأةُ المتوفّى عنها زوجُها واقعةً بين حُكمين، حُكْمٍ لها، تصوّرُهُ الآيةُ الكريمةُ التي زعموا أنّها منسوخةٌ، وحُكْمٍ عليها تصوّره الآيةُ التي زعموا أنّها ناسخةٌ، وبالتالي فالآيتان متكاملتان في تصويرِ حُكْمِ المتوفّى عنها زوجُها..
أى ضلال هذا الذى عشنا فيه ألف سنة وأكثر، ألم يحن الوقت لتدبر القرآن بطريقة تجعلنا نصل الى مراد الله بدلا من أوهام الماضى وشيوخه، أليس من الأفضل أن نتق الله حق تقاته... أم لا زلنا نُصِر على عبادة من سبقونا، وإبتعدنا عن منهج الله وأوامره.
وللحديث بقيه..





ليست هناك تعليقات: