الأحد، 11 يونيو 2017

الدولة العباسيه وتاريخ الفقه الإسلامى ج 1 كتبه/ طارق عبد الحميد

الدولة العباسيه وتاريخ
الفقه الإسلامى
ج 1

كتبه/ طارق عبد الحميد


  قامت الدولة العباسية على أنقاض الخلافة الأموية، وقد كانت جهود الدعاة العباسيين أحد العوامل الرئيسية في إسقاطها، وإقامة صرح الدولة العباسية على أيدي الموالي في خراسان.
  يُعَدُّ قيام الدولة العباسية بالطريقة التي قامت بها انقلابًا في مسيرة التاريخ الإسلامي حيث أن الدولة العباسية قامت بالخروج المسلح على الحاكم القائم دون شورى من المسلمين، كما كانت دماء المسلمين سواء الأمويين وغيرهم هي وقود الثورة العباسيةوقالوا فيما قالوا أنها

·      ثورة الفرس على الحكم العربي

·       في حين علَّلَه بعضُهم بأنه مجرد ثورة على حكم بني أمية لإزاحتهم عن الحكم وإحلال العباسيين مكانهم

·       وقال فريق آخر بحتمية هذا التحول نتيجة التطورات التي شهدها العالم الإسلامي خلال القرن الأول الهجري.

·      ويرى فريق آخر بأنه اجتهاد فقهي خاطئ، فالشيعة يقولون بأولوية آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالخلافة،

·      ويرى البعض بأنها حركة شيعية في ثوب سني  والصواب أنها هذه الأسباب جميعًا.  
 قامت الفتوحات الإسلامية الأولى على سواعد العرب, وقد استقر أعداد من الفاتحين في المناطق التي دخلوها، بل إن قبائل وبطونًا كاملة قد استقرت في جهة معينة نتيجة وجود كثيرٍ من الفاتحين من أبنائها، وأما وجودهم في مراكز القيادة فهذا أمر طبيعي بصفتهم الفاتحين، وحيث الخلفاء من العرب، ويعتمدون على من يعرفون، وكما حدث هذا عند الأمويين حدث عند العباسيين.
وهناك نقطة يمكن أن نلاحظها وهي أن سكان خُراسان ليسوا من الفُرس، وإنما هم من الأتراك، ومعروف أن حاضرتها كانت مدينة مرو، وهي ضمن بلاد التركمان التي تخضع اليوم للروس، وأن خراسان التي كانت تشمل ما يقع الآن في شمال بلاد الأفغان، وتشمل شرقي إيران، وبلاد التركمان، إن هذه المناطق تضم اليوم سكانًا من الترك بأكثريتهم، وكذا كانت يومذاك، وإن ضمت - إضافة إلى ذلك - مجموعاتٍ من الفُرْسِ من السكان الأصليين ومجموعات من العرب والفرس جاءوا فاتحين واستقروا فيها، إلا أن ارتباط قيام الدعوة العباسية بخراسان, وارتباط تلك الدولة في أذهاننا بالفُرس قد جعلنا نتصور دائمًا سكان خراسان من الفرس، وهو الأمر المفهوم لدى أكثرية الناس، وقامت عصبية على الوهم ضد الفرس، هذا بالإضافة إلى أن الرجل الذي قامت الدولة على كاهله، أبا مسلم الخراساني، قد نُسِبَ إلى خراسان، والواقع أنه ليس من خراسان وإنما من فارس، كما أن اسمه هذا إنما هو اسم حركي، أمّا اسمه الحقيقي فإبراهيم بن عثمان   

قيام الدولة العباسية....
 قامت الدولة العباسية نتيجة التخطيط والسرية على أيدي سكان خراسان، سواء كانوا عربًا أم فرسًا أم تُركًا، وشكلٌ طبيعي أن يحصل هؤلاء على مراكز كبيرة ومناصب عالية في الدولة، وكان من جملة هؤلاء أعداد من الفرس ـ مع أنهم أقل من غيرهم ـ ما داموا يشكلون جزءًا من السكان، وبرز منهم فئة، وظن بعضهم أن الدولة أصبحت لهم ما دام منهم كبير القادة وهو أبو مسلم الخراساني، ثم لم يلبث أن حدث نزاع بينهم وبين الخلفاء العباسيين الذين لا يريدون أن يستأثر غيرهم بالسُّلطة سواءٌ أكان عربيًّا أم فارسيًّا أم تركيًّا, وكما تخلصوا من أبي مسلم الخراساني فإنهم قد تخلصوا أيضًا من عبد الله بن علي بن العباس الهاشمي عم الخليفة، وقائد الدولة، بل إن الخليفة المنصور قد ضرب أحدهما بالآخر، فلماذا ركَّز أصحاب العصبيات على أبي مسلم وأغفلوا التخلص من عبد الله بن علي؟ فكلاهما صاحب أطماعٍ بغضِّ النظر عن فارسية الأول وعربية الثاني. وبالرغم من خطورة الفتنة الكبرى التي تمت بين الصحابة إلا أنها كانت أرحم بكثير من الفتنة التي صاحبت قيام الدولة العباسية، وذلك بسبب: - انتهاء جيل الصحابة  أنَّ الصحابة كانوا مجتهدين؛ فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ ولكلٍّ أجره. ولكن هنا كانت الدنيا محرِّكة لأطراف كثيرة في الصراع إلى حد كبير
          تميز تاريخ الدولة العباسية بشيوع الاضطرابات والثورات طوال تاريخ الدولة تقريبًا، وإن كانت هذه الاضطرابات تحدث في عصر خليفة قوي أحيانًا، وفي عصور خلفاء ضعافٍ أحيانًا أخرى كثيرة. بدأت الدولة العباسية بعصر التأسيس الذي شمل عصر أول خلفائهم أبي العباس السفاح، ثم أخيه أبي جعفر المنصور، وقد شُغِلوا في هذه الفترة بتوطيد أركان الدولة، والقضاء على بعض العناصر التي أرادت اختطاف الثورة لصالحها، والتمكين لنفسها على حساب العباسيين كأبي سَلَمة الخلاَّل وأبي مسلم الخراساني، كما شملت القضاء على رغبة الطالبيين (آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه) الذين خدعهم العباسيون في بداية الثورة بأن الدولة ستكون دولتهم

ليست هناك تعليقات: